فيما تبقى حال الإستحقاق الحكومي على ما هي عليه يتقدم الإستحقاق الحدودي الجنوبي بدفع من ملف الترسيم البحري.
بالإستناد إلى المواقف المعلنة ولا سيما من الجانب الأميركي فإن الملف يبدو على نار حامية فهل تؤتي الطبخة أكلها في نهاية المطاف أم “تشوط”؟.
ربما يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود بعد المحادثات التي يجريها حاليا الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مع المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب التي انتقل إليها من بيروت.
في بيروت كان الوسيط الأميركي قد استمع إلى موقف لبناني رسمي بلغة واحدة: التمسك بالخط 23 وحقل قانا كاملا وكل حقوق لبنان النفطية ورفض أي نوع من أنواع تقاسم الثروات والإنتاج المشترك في الحقول الحدودية بوصفها شكلا من أشكال التطبيع.
هذه الثوابت اللبنانية يفترض أن يناقشها هوكشتاين مع الجانب الإسرائيلي ليعود إلى بيروت بأجوبة خلال الإسبوعين المقبلين بحسب ما كان قد أعلن بنفسه.
صحيح أن الجو العام الذي يشاع حول ملف الترسيم ينضح بالتفاؤل لكن الحذر مطلوب خصوصا عندما يكون الطرف الآخر هو الإسرائيلي الذي يعتبر ديدنه الخداع والمماطلة والمناورة للإنقضاض على حقوق لبنان اللهم إلا إذا لجمه الأميركي هذه المرة.
أبعد من بيروت وتل أبيب والمنطقة تزاحمت التطورات المهمة على المسرح الدولي من أفغانستان حيث قتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري عندما استهدفته طائرة مسيرة أميركية بينما كان على شرفة منزله في كابول إلى الاشتباك الحاصل بين الصين والولايات المتحدة على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الى تايوان.
الزيارة التي تنطوي على تحد لبكين قابلتها الصين بتحركات عسكرية وبتحذيرات الى واشنطن ودخلت موسكو على خطها… فماذا بعد؟ وما هي الخطوة الصينية مقابل التحدي الأميركي بعد أن حطت طائرة (بيلوسي) على أرض المطار؟.