الاستقلال الماسي حل على لبنان في أجواء تعبق بنفحات وطنية، بدت علائمها في العرض العسكري في بيروت، كما في حفل استقبال المهنئين في القصر الجمهوري.
كان ينقص المشهد ليكتمل، وجود حكومة كاملة الأوصاف يقف رئيسها- مسقطا عنه صفة التكليف- بجانب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب. لكن في عيد الاستقلال بذكراه الخامسة والسبعين، كانت الحكومة ما تزال تبحث عن عيد ولادتها، من دون أن ترصد أي “قابلة” سياسية علامات طلق تؤذن بقرب الحدث السعيد.
حتى الخلوة الرئاسية الثلاثية التي عقدت على هامش التهاني في القصر الجمهوري على مدى عشرين دقيقة، أعلن بعدها الرئيس بري: “ما في جديد أبدا”، وذلك ردا على سؤال للـNBN عن مساعي تشكيل الحكومة.
وفي مواقف له أمام زواره، أكد رئيس المجلس ألا جواب عنده حول اتجاه الأمور حاليا في ما يتعلق بالملف الحكومي، وقال: “الآن رقدوها وهمدوها… يمكن عم يرتاحوا”.
الرئيس بري أسف لأنه تم تجاوز الطرح الذي قدمه للوزير جبران باسيل، وقال: طبقوا هذا المخرج كما يريدون، وأنا من جهتي لا أخجل بالمخرج الذي طرحته.
وعلى ذكر باسيل، فإنه كان أحد نجوم من أحاطت بهم مفارقات في قصر بعبدا اليوم، إذ انضم الى الرؤساء متلقيا التهاني، وخصوصا لدى مرور ممثلي البعثات الديبلوماسية، وذلك في سابقة غير معهودة. أما لدى مرور السفير السوري فانسحب الرئيس الحريري لتجنب مصافحته، في تصرف يتكرر للسنة الثانية على التوالي.
وإذا كان المراقبون قد حرصوا على رصد أي إشارة بين الحريري وأعضاء “اللقاء التشاوري”، فإنهم فشلوا في هذا المسعى، ذلك أن النواب الستة صافحوا من يرفض توزيرهم بطريقة عادية: لا تهجم ولا ابتسام ولا كلام.
وسأل الصحافيون الرئيس المكلف قبل مغادرته قصر بعبدا عن النواب المستقلين فأجاب: “مستقلين عن مين”، رافضا إعلان نيته استقبالهم أو لا، وقائلا: “الموضوع مش عندي”.