تحت جنح الظلام وعلى أنين الوجع الذي ألحقه الزلزال المدمر بالجسد السوري تسللت إسرائيل في عدوان جديد على دمشق ومحيطها. العدوان الجوي استهدف أحياء سكنية مدنية وأدى إلى سقوط عشرين مواطنا بين شهيد ومصاب. وهو جاء بينما كانت سوريا تلملم جراحها وتدفن ضحاياها وتتلقى التعازي والتعاطف الإنساني الدولي. كما يتزامن مع الاعتداءات التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي وآخرها قبل يومين في ريف حمص الشرقي حيث استشهد أكثر من خمسين مدنيا ما يعني أن العدوانين الإسرائيلي والداعشي وجهان لعملة إرهابية واحدة.
العدوان الإسرائيلي في هذا الظرف جاء غداة تصريحات لوزير الخارجية السعودي شدد فيها على الحوار مع دمشق لمعالجة آثار كارثة الزلزال. كما تزامن مع زيارة تضامنية قام بها وفد لجنة الأخوة والصداقة البرلمانية اللبنانية- السورية برئاسة رئيس اللجنة النائب علي حسن خليل لدمشق وتخللتها لقاءات مع القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد. وقد اتسمت اجواء اللقاء مع الرئيس السوري بالودية حيث أكد الأسد على اهمية زيارة الوفد النيابي اللبناني لدمشق وضرورة استكمال العمل لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين على المستويات كافة. وخلال اللقاء أدان خليل العدوان الإسرائيلي الأخير كما أدان الحصار الجائر على سوريا مشددا على ضرورة توسيع العلاقات بين لبنان وسوريا.
في الداخل اللبناني استمرار الإنهيارات على المستويات كافة ما يجعل البلد على صفيح ساخن يدفع شرائح وقطاعات عدة إلى الإنخراط في إضرابات واعتصامات واحتجاجات يخشى أن تبلغ حدود انفلات الوضع. ولمواجهة مثل هذه الإحتمالات يجري حديث عن محاولات لنزع فتائل بعض الأزمات مثل فك إضراب المصارف واتخاذ إجراءات للجم الدولار أمام الليرة وتدابير لمنع انفلات الشارع.