قبل صياح الديك نفس العدو الإسرائيلي كل حقده وإجرامه حديدا ونارا على قطاع غزة في عز تخبطه بأزماته الداخلية غير المسبوقة.
العدوان حصد ثلاثة عشر شهيدا وعشرين جريحا.
وبين الشهداء ثلاثة قادة في حركة الجهاد الإسلامي وأفراد من عائلاتهم.
وبين هذه الضحايا أطفال أبرياء كانوا نياما على أسرة أحلامهم الصغيرة التي لم يبلغوها في اليوم التالي. فهل كان الفتك بهؤلاء الأطفال يستحق زج العدو بأربعين طائرة حربية ومروحية ومسيرة للمشاركة في العدوان؟!.
بعد جريمته الموصوفة بدا جليا منسوب القلق الإسرائيلي من رد الفعل الفلسطيني فاستدعى جيش الإحتلال قوات من الإحتياط وأعلن الكيان التأهب في الجنوب والوسط وعلى حدود لبنان وسوريا وطلب من المستوطنين في غلاف غزة النزول إلى الملاجئ التي فتحت في تل أبيب أيضا وحظر التجمعات على بعد أربعين كيلومترا من القطاع.
الإستنفار لم يقتصر على الجانب الميداني بل طاول المستوى السياسي حيث أجرى المسؤولون الإسرائيليون إتصالات بمصر لمنع التصعيد في غزة وباليونيفيل لمنع إطلاق صواريخ من لبنان.
هذه الإتصالات تعكس بلا شك القلق الإسرائيلي الذي زاد من منسوبه إنقضاء ساعات عدة على العدوان من دون أي رد لا من غزة ولا من غيرها من الساحات.
ومن هنا جاء وصف وسائل الإعلام العبرية “صمت” المقاومة الفلسطينية حتى الآن بالمثير للدهشة مؤكدة أن هذا يعزز التقدير بأن ثمة إستعدادا لصليات كبيرة من الصواريخ.
وما زاد الطين بلة بالنسبة للصهاينة الرسالة التحذيرية القوية التي أطلقتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومةومؤداها: “على الإحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان أن يستعدوا لدفع الثمن”.
حركة الجهاد الإسلامي التي قدمت ثلاثة من قادتها شهداء في العدوان أكدت من جهتها أن الرد الفلسطيني لن يتأخر وأن المقاومة صفوفها موحدة ومواقفها ثابتة.
تبقى إشارة إلى أنه بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة أطلق جيش الإحتلال مناورات عسكرية عند حدود لبنان وذلك غداة مناورات أجراها في قبرص وهي تحاكي حربا على لبنان.
على أي حال سواعد المقاومين وبأسهم هي اللغة التي يفهمها العدو على ما أوضح الرئيس نبيه بري الذي شدد على أن المستويين الأمني والسياسي الإسرائيليين يعبران من خلال المجزرة في غزة عن المأزق الذي يتخبط فيه الكيان.
في الداخل يظل الإستحقاق الرئاسي العنوان الأبرز والحراك على خطه لم يتوقف.
وفي هذا السياق جاء لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم مع نائبه الياس بو صعب الذي التقى ايضا اللقاء الديمقراطي قبل إجتماع مسائي مقرر مع بعض نواب التغيير.
بو صعب أشار من عين التينة إلى أن المرحلة الأولى من مراحل مبادرته تنتهي اليوم وأن التقويم يحصل بعدها.