في الداخل اللبناني استعصاء سياسي خصوصا على مستوى الملف الرئاسي ما يفسح المجال أمام تقدم المساعي الخارجية التوفيقية.
ولعل أبرز تلك المساعي في هذه المرحلة هي تلك المسندة إلى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.
الجميع يترقب وصول الدبلوماسي المخضرم إلى بيروت غدا حيث يجري مروحة واسعة من اللقاءات والمشاورات وسط اجتهادات متفاوتة حول ما يمكن أن يحمله معه.
إلا أنه من نافل القول إن أهمية الزيارة التي تستمر أياما تنبع من كونها تأتي بعد أيام على القمة التي جمعت الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي في باريس حيث كان للبنان حصة فيها لم يفرج عن تفاصيلها.
في الإنتظار ذكر رئيس مجلس النواب نبيه بري بموقفه القائل إنه للخروج من الأزمة السياسية لا بد من التوافق والحوار بين الأطراف كافة.
وأشار خلال إستقباله وفدا برلمانيا أوروبيا إلى أنه كان قد دعا مرتين إلى الحوار من أجل التوافق ورفضت هاتان الدعويان وقال: بعد ذلك ذهبنا إلى أثنتي عشرة جلسة إنتخاب والنتيجة هي هي .
على تخوم لبنان ما برحت جنين تفرض إيقاعها حدثا متقدما نجح في ظله المقاومون في تحويل عملية اقتحام إسرائيلية افترضها جيش الاحتلال نزهة تقليدية إلى ملحمة فرضوا خلالها معادلات جديدة.
ذلك ان مفخرة الآليات العسكرية الاسرائيلية حولها مقاومو جنين إلى طعم لعبوات نوعية ما أحيا في الذاكرة الإسرائيلية المشاهدة المرة التي واجهها جيش الاحتلال خلال احتلاله جنوب لبنان.
وما يقلق العدو ان نموذج جنين قابل للتوسع ما يضعه امام مخاطر التورط بعمليات عسكرية غير مضمونة النتائج.
هذا التوسع ترجم فورا بعملية نفذتها مجموعة من المقاومين الفلسطينيين أطلقوا النار على مستوطنين أدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين منهم وجرح أكثر من سبعة.
كمين جنين كما العملية البطولية في مستوطنة (عيلي) كانا إذا إنجازا نوعيا بكل المقاييس ووضع القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية أمام تحديات قاسية ليس أقلها ان خطورة العمليتين تمتا في الضفة الغربية على المساحة الممتدة بين رام الله ونابلس التي تعتبرها إسرائيل عمقها الاستراتيجي وبذلك تتكامل غزة مع الضفة في عناوين جديدة تقلق العدو.