الإجتياح الإسرائيلي لجنين برا وجوا يتواصل لليوم الثاني على التوالي في أكبر عدوان في الضفة الغربية منذ عشرين عاما.
صحيح أن العدو يستخدم عناصر نخبة جيشه وآلة عسكرية غاشمة من طائرات (حربية ومسيرة) ودبابات وجرافات لكن قوته المفرطة لن تجعله في مأمن من المستنقع المفتوح الذي ورط نفسه بالوقوع فيه والساعات الأربع والعشرون الأخيرة لم تحصد له سوى الفشل رغم سقوط شهداء وجرحى فلسطينيين ورغم كل عمليات التهجير والتدمير والتخريب والتجريف داخل المخيم – الأيقونة.
ذلك أن المقاومين يمضون في التصدي للعدوان بكل عنفوان وتصميم ويشتبكون مع القوة الغازية ويزرعون العبوات الناسفة ويفجرونها بآليات جيش الإحتلال ويستهدفون مسيراته ويسقطون بعضها
أكثر من ذلك كانت دفعة على الحساب في عقر دار العدو في تل أبيب حيث نفذ ذئب منفرد – بل أسد منفرد فلسطيني عملية فدائية بطولية تضمنت دهسا وطعنا وإطلاق نار.
العملية أوقعت عشر إصابات – بعضها خطير- في صفوف الصهاينة قبل أن يستشهد المنفذ.
وفي لبنان شددت حركة أمل على موقف الشعب الفلسطيني الملتزم خيار المقاومة وطالبت باتخاذ إجراءات لمحاسبة مسؤولي العدو عما يرتكبونه من مجازر واعتداءات ضد الفلسطينيين.
في الداخل اللبناني مراوحة سلبية يغيب معها أي تواصل بين القوى السياسية وسط استبعاد اي تطورات في المدى المنظور ولاسيما في ما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي.
هذا الإستحقاق حضر اليوم في لقاء بين قيادتي حركة أمل وحزب الله حيث أكدتا للمرة الألف أن بداية الخروج من الفراغ الرئاسي والمأزق السياسي هو الحوار الصادق وأن أي جهد لا يصب في هذا السبيل هو هدر للوقت وتعميق للأزمة.