جرح عين الحلوة بقي اليوم أيضا على نزفـهعلى نحو متقطع ظلت الإشتباكات قائمة داخل المخيم بحيث تعنف حينا وتتراجع حينا آخر حاصدة ضحايا. وفي ضوء التطورات المتسارعة دعا المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري الفصائل الفلسطينية- هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان الى اجتماع طارئ يوم الاثنين للبحث في الوضع الأمني في المخيم.
الإشتباكات تسببت بنزوح للاجئين من المخيم باتجاه أماكن آمنة في الجوار. وحتى لا تتفرع من مشكلة النزوح مشاكل إضافية أكثر خطورة اتخذ القرار بتفكيك الخيم التي نصبت قرب الملعب البلدي في صيدا لإيواء النازحين وذلك بعد اعتراضات واسعة من الأوساط السياسية والشعبية. خطوة إزالة الخيم استعيض عنها باتفاق مع وكالة الأونروا على استقبال النازحين الفلسطينيين في مدارسها خارج عين الحلوة.
في الشأن السياسي الداخلي ركود واضح في نهاية الاسبوع يفترض ان يخرج منه لبنان مع وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت غدا بالاستناد إلى ما كان قد أكده مقربون منه. الزيارة الثالثة للودريان تأتي وسط غياب لأي معطيات حول نتائج التواصل السعودي- الفرنسي الأخير سواء في الاجتماع الذي عقده الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون على هامش قمة العشرين في نيودلهي أو في المحادثات التي أجراها الفريق الدبلوماسي السعودي الموجود في باريس. ومن المعلوم ان لودريان سيحط هذه المرة في لبنان على ايقاع مستجد يتمثل بالمبادرة التي اطلقها الرئيس نبيه بري من على منبر ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر وهي مبادرة مازالت تشكل بارقة أمل في الجدار الرئاسي المسدود.
من لبنان إلى المغرب الذي يعيش حدادا لثلاثة أيام على ضحايا الزلزال العنيف التي ارتفعت حيصلتها إلى ما يزيد عن أربعة آلاف قتيل وجريح وهي أرقام يتوقع ان ترتفع مع تواصل عمليات البحث. ولعل من مظاهر المأساة الناجمة عن هذه الكارثة الطبيعية اختفاء قرى كليا وإصابة أحياء قديمة- بعضها تاريخي- بأضرار كبيرة بسبب الزلزال.