مجازر مجازر مجازر، هي العنوان الملطخ بالدم الزاكي الفلسطيني المهدور في قطاع غزة بآلة القتل الاسرائيلية. مسرح هذه المجازر المستشفيات التي تعج بالمرضى والمصابين كذلك المدارس التي تؤوي النازحين. سيارات الإسعاف هي الأخرى هدف مباشر للغارات المعادية لا يردعها ولو مجرد صوت من ذلك العالم الذي ينعت نفسه بالمتحضر ويتشدق بالحديث عن حقوق الإنسان والقوانين الدولية.
في مجازر المستشفيات والمدارس وسيارات الإسعاف وسواها، أرواح أزهقت وأبرياء سقطوا جرحى مضرجين بدمائهم وجلهم من الأطفال والنساء. وعلى ما يبدو يحاول العدو من خلال استهداف المدنيين التغطية على إخفاقاته السياسية ومراوحة معركته البرية في الميدان.
ففي الميدان يواجه جيش الاحتلال استنزافا قاتلا مع دخول العدوان على غزة اسبوعه الرابع، حيث ارتفعت الحصيلة المعلنة للقتلى في صفوفه الى سبعة وعشرين جنديا، فيما بقي كثيرون آخرون رهينة الرقابة والتكتم.
في المقابل، لا تزال المقاومة تمسك بعناصر المبادرة والهجوم والمباغتة في الميدان وتملك قوة التصدي للقوات الغازية والقدرة على الانسحاب الآمن. إلى جانب ضغط المراوحة الميدانية على أرض غزة يواجه العدو ضغوطات نزوح عشرات آلاف المستوطنين من الجنوب والشمال. أضف إلى ذلك الإحصاءات الجديدة التي اكدت هروب اكثر من ربع مليون يهودي الى خارج فلسطين المحتلة منذ السابع من تشرين الأول نتيجة عدم شعورهم بالأمان. وكنتيجة لهذه الوقائع كشفت استطلاعات الرأي العبرية أن اكثر من نصف الاسرائيليين لا يثقون بإدارة بنيامين نتنياهو للحرب.
في موازاة ما يجري في غزة، تواصلت المؤازرة من جانب المقاومة في كل من لبنان والعراق. فقد نفذت المقاومة الاسلامية سلسلة هجمات متزامنة على مواقع للعدو الذي قصف جيشه اطراف عدد من البلدات اللبنانية الحدودية. أما المقاومة العراقية فقد استهدفت مجددا القواعد الأميركية في كردستان وسوريا.
على المسار الدبلوماسي يبرز الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن اليوم مع خمسة من نظرائه العرب في عمان. خلاصة الإجتماع لخصها وزير الأردن بالقول: ان الاجتماعات كانت صريحة ولكنها عكست مواقف متباينة ورفض الصفدي التوصيف الإسرائيلي بالدفاع عن النفس اما وزير الخارجية الأميركية فأكد انه تم الاتفاق على بذل كل الجهود من أجل عدم فتح جبهة اخرى. وكان بلينكن قد تبلغ خلال زيارته تل أبيب رفضها مقترحا اميركيا للاتفاق على هدنة انسانية مؤقتة.
من جهة أخرى، اجتمع بلينكن في العاصمة الأردنية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي أبلغه ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان.
ومن الأردن انتقل ميقاتي الى مصر حيث اجتمع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي واعلن دعم موقفه برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم.