بينما يضرب العدوان الإسرائيلي أطنابه من دون هوادة في غزة سجلت في لبنان وقائع عدة اليوم. فإلى جانب القصف المعادي لأطراف بلدات لبنانية محاذية للحدود تم استهداف سيارة مدنية في بلدة عيناتا الجنوبية وقتل سيدة مسنة وثلاثة فتيات من احفادها فيما أصيبت والدتهم بجروح. وفي الصباح الباكر استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارتين للدفاع المدني في جمعية الرسالة في الإسعاف الصحي خلال قيام المسعفين فيهما بواجبهم الإنساني في إجلاء عدد من المصابين في أطراف طير حرفا.
هذه الإعتداءات هي برسم المجتمع الدولي والمنظمات العالمية المعنية التي عليها التحرك لردع إسرائيل ووقف جرائمها وخرقها للقوانين والمواثيق الدولية وتعريتها كنموذج لإرهاب الدولة.
في اليوم الثلاثين للعدوان على غزة قنبلة إجرامية من نوع آخر فجرها كيان العدو عندما دوى صوت أحد الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو: القطاع يجب ألا يبقى على وجه الأرض. وأحد الخيارات أمام إسرائيل هو إسقاط قنبلة نووية على هذه البقعة من العالم. هذا التهديد النووي لم يلق اعتراضات في الكيان سوى من باب الخوف على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
أما أميركا التي كان كرمها في أوجه من حيث مد كيان الإحتلال بكل أنواع الأسلحة فقد طلبت بلطف من إسرائيل استخدام قذائف أصغر في قصفها غزة لتقليل الإصابات في صفوف الفلسطينيين!!.
على أرض غزة تتوالى مشاهد آلاف الشهداء والجرحى والنازحين بين أنقاض شوارع وأحياء ومخيمات دمرت بالكامل. رغم أن الأرض تحترق لكنها استحالت إلى مقبرة للغزاة ارتفع في ظلها عدد الجنود القتلى الذين اعترف بهم العدو إلى ثلاثين منذ بدء التوغلات البرية في القطاع. وليس أدل على المأزق الإسرائيلي من قول جيش الإحتلال: إننا دخلنا معارك وجها لوجه. ورغم مأزقه يرفض العدو الإسرائيلي أي وقف لإطلاق النار وهو الأمر الذي تتبناه الولايات المتحدة وظهر جليا في اجتماع وزير خارجيتها أنطوني بلينكن مع الخماسية العربية في عمان.
على أن الوزير الأميركي حط اليوم في رام الله للقاء الرئيس محمود عباس لكن المدينة استقبلته بإحراق صوره. الرفض الأميركي لوقف العدوان الإسرائيلي أدى- على ما يبدو- إلى انقسامات بين مساعدي ومستشاري حملة الرئيس جو بايدن الإنتخابية إذ يرى بعضهم أن البيت الأبيض يتغاضى عن هجوم غير أخلاقي على الفلسطينيين بينما يعتقد آخرون أن بايدن يظهر وضوحا أخلاقيا من خلال الدفاع عن إسرائيل ضد حركة حماس. يأتي ذلك فيما طرقت التظاهرات الإحتجاجية أبواب البيت الأبيض في واشنطن ولطختها بالطلاء الأحمر. كما امتدت التظاهرات إلى مدن أميركية أخرى وعواصم أوروبية وعالمية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي.