راحت سكرة الحكومة وجاءت فكرة الشارع. العاصمة بيروت شهدت تجمعات متنقلة بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح وشارع الحمرا بعد تعبئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي امتدت أياما.
تعددت الشعارات خلال هذا التحرك الذي كان بين المشاركين فيه ذوو سترات صفر. المتظاهرون رفعوا الصوت ضد الواقع السياسي والتردي الاقتصادي والمعيشي والفساد. البعض طالب بتشكيل حكومة تهتم بقضايا المواطنين وعلى النقيض نادى بعض آخر بثورة واسقاط النظام، وسأل بعض ثالث عن حقوقه الضائعة في المياه والكهرباء والدواء والاستشفاء،…واللائحة تطول.
بشكل عام، كانت التجمعات تحت السيطرة، لكن تم رصد عدد من الاحتكاكات التي وقعت بين القوى الأمنية والمحتجين اثر محاولتهم إزالة الأسلاك الشائكة أمام السرايا الحكومية وقطع طريق الحمراء بحاويات النفايات، الأمر الذي استدعى تأكيد قيادة الجيش على احترام حق التظاهر السلمي ومطالبتها المتظاهرين بعدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة.
المسيرة الحكومية لم تزل الأسلاك الشائكة التي تعوق انطلاقتها بعدما كانت الولادة قاب قوسين أو أدنى من الإنجاز. ومفاعيل خلط الأوراق على حالها بعد إعادة نبش توزيع الحقائب الوزارية، ومحاولة أحدهم الحصول على وزير ماروني من حصة فريق آخر مقابل تخليه عن وزير كاثوليكي من حصته، فضلا عن الخلاف على تحديد التموضع السياسي للوزير الذي يسميه “اللقاء التشاوري” للنواب السنة المستقلين.
اليوم كانت الجبهة الحكومية العاثرة هادئة تماما، ما خلا بعض المواقف، وأبرزها للرئيس سعد الحريري الذي توسل “تويتر” قائلا: لا بد أحيانا من الصمت ليسمع الآخرون.
الصمت الذي تحدث عنه الرئيس المكلف فسرته أوساطه على أنه تعبير عن حال التململ بانتظار أن تنجلي الأمور عن مستجدات جديدة.
وبانتظار مثل هذه المستجدات رصدت رادارات الزعيم “الاشتراكي” وليد جنبلاط ان الحكومة لم تستطع الإقلاع قائلا: لمزيد من التشاور والدين.
أما البطريرك الماروني فطرح مجددا مطلب تشكيل حكومة مصغرة من ذوي اختصاص وحياديين.