اليوم هو الثامن والخمسون للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي تخللته هدن لمدة اسبوع. واليوم أيضا هو الثالث بعد انتهاء الهدن. تتغير التواريخ وتتوالى الأيام لكن وحشية العدوان على حالها لا بل هي في تعاظم متواصل. من الشجاعية مرورا برفح والنصيرات وصولا إلى البريج وخان يونس واللائحة تطول على مساحات من الجغرافيا الغزاوية تعددت أسماءها لكن المجازر فيها كانت خلال الساعات الأخيرة على منسوبها الإجرامي المرتفع. وحدها مجزرة الشجاعية أدت إلى سقوط نحو خمسمئة فلسطيني بين شهيد وجريح عندما أغارت طائرات العدو على نحو خمسين مبنى سكنيا فدمرتها على رؤوس قاطنيها.
ما حصل في الشجاعية عينة من مجازر أخرى ارتكبت في الساعات القليلة الماضية التي وصفت بأنها كانت الأشد دموية نتيجة استخدام العدو قنابل عملاقة. وبحسب المكتب الحكومي في غزة فإن أكثر من سبعمئة شهيد سقطوا خلال تلك الساعات. ويبدو حاليا أن الإحتلال يواصل عدوانه مستثمرا الضوء الأخضر الأميركي الذي لم تحجبه تصريحات لوزير دفاع الولايات المتحدة لويد أوستن حذر فيها بلطف إسرائيل من أنها قد تواجه هزيمة استراتيجية إذا لم يمتنع جيشها قتل المدنيين. هذا الموقف ضرب به بنيامين نتنياهو عرض الحائط عندما أعلن تصميمه على مواصلة الحرب إلى أن تحقق كامل أهدافها ولا سيما القضاء على حماس. لكن حماس وشقيقاتها في فصائل المقاومة لا تزال في ذروة تألق عملها المقاوم سواء في مواجهة القوات الغازية داخل بعض المناطق في القطاع أو في الصواريخ التي أطلقت صليات كثيفة منها في الساعات الأخيرة نحو مستوطنات الغلاف وصولا إلى تل ابيب.
أما في شمال الكيان المحتل فقد كان عدد من مواقع وتجمعات جيش الإحتلال هدفا لهجمات شنتها المقاومة ولا سيما قاعدة (بيت هيلل) البعيدة نسبيا عن الحدود. وجاءت هذه الهجمات بعد قصف مدفعي معاد استهدف أطراف عدد من البلدات اللبنانية الجنوبية.