واقعتان صارختان خرجتا من رحم العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة خلال الساعات القليلة الماضية. الأولى لمقاوم فلسطيني يرقص فرحا ويقول: “ولعت… ولعت” بعد إصابته دبابة ميركافا واحتراقها في مدينة غزة. والثانية لممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن وهو يشهرسلاح الفيتو لإسقاط قرار في المجلس يدعو إلى وقف إطلاق النار في القطاع.
المشهد الأول ينضح بمقاومة ملحمية في شمال القطاع كما في جنوبه مقابل خيبة ميدانية إسرائيلية لا يعوضها الإجرام المتمادي والمجازر التي لا تتوقف بحق المدنيين. هذه الخيبة تكرسها الأعداد المتنامية لجنود العدو الذين يسقطون على أرض غزة وقد ارتفع عدد من اعترف بمقتلهم جيش الإحتلال إلى أربعة وتسعين منذ بدء العمليات البرية.
أما عدد الجنود الجرحى فقد بلغ نحو خمسة آلاف منذ السابع من تشرين الأول بحسب وسائل الإعلام العبرية.
أما المشهد في نيويورك فأظهر عزلة دبلوماسية فاقعة للولايات المتحدة في مجلس الأمن ذلك أنها أصرت وحدها على وقف المذبحة في غزة من خلال استخدامها الفيتو لإسقاط مشروع قرار في هذا الشأن. حتى أن حليفتها بريطانيا امتنعت عن التصويت فيما صوتت الدول الأوروبية كلها لصالح المشروع تحت وطأة التحولات التي فرضتها شعوبها الرافضة الدماء المسفوكة في غزة.
أما روسيا فقد وبخ ممثلها في مجلس الأمن الولايات المتحدة خلال خطابين أحدهما باللغة العربية وقال إن التاريخ لن يغفر لتصرفات واشنطن التي حكمت أمام أعيننا بالموت على عشرات آلاف المدنيين في فلسطين وتركت الدبلوماسية الأميركية وراءها أرضا ودمارا.
وإلى الفيتو الأميركي ثمة تناقض فاضح في أداء إدارة جو بايدن فمن جهة تسرب معلومات عن إعطاء إسرائيل مهلة حتى آخر هذا الشهر لوقف عدوانها ومن جهة أخرى تشجعها على المضي فيه من خلال طلبها من الكونغرس الموافقة على بيع خمسة وأربعين ألف قذيفة لدبابات ميركافا لاستخدامها ضد غزة.
التوبيخ الروسي والصين والإمتعاض العربي من الفيتو الأميركي دفع وزارة الخارجية الأميركية إلى التوضيح بأن رفضها قرار وقف إطلاق النار جاء بنية حسنة لأن القرار الذي قدم جاء متسرعا وغير متوازن وغير قادر على تحقيق وقف لإطلاق النار
على الجبهة اللبنانية ترهق ردود المقاومة جيش الإحتلال الذي سجل في الساعات الأخيرة تفلتا عسكريا تمثل باستهداف متكرر لمراكز عائدة للجيش اللبناني وبقصف بلدات جنوبية.
أعنف هذا القصف طاول قلب بلدة عيتا الشعب ما أدى إلى أضرار كبيرة في بعض المباني فيما نعت المقاومة شهيدا من البلدة.