في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح بقوة الدستور والقانون والإنتظام المؤسساتي. ولا أحد يمكنه أن ينتزع من مجلس النواب – وهو أم المؤسسات – دوره التشريعي وبالتالي يستطيع أن يشرع في كل أوان وزمان.
تحت لواء هذه المعايير إلتأم شمل مجلس النواب مستكملا مساره التشريعي في جلسة مكتملة النصاب القانوني.
صحيح أن على مشرحة الهيئة العامة للمجلس جدولا متخما بالبنود الحيوية التي تلامس قضايا الناس وحاجاتهم الحياتية والإجتماعية والتربوية والإقتصادية والمالية …. لكن الصحيح أيضا أن طيف ملف الشغور المحتمل في قيادة الجيش يحلق في أجواء الجلسة التشريعية التي ربما تمتد أياما.
وواقع الحال أن هذا الملف بات حاضرا بين ساحة النجمة والسراي الحكومي على حد سواء بعدما ضرب الرئيس نجيب ميقاتي موعدا لجلسة لمجلس الوزراء غدا ربما يطرح فيها موضوع تأجيل تسريح قائد الجيش الحالي.
وفي هذا الشأن قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في مستهل الجلسة اللبنانية اليوم: أنا لا أملي على الحكومة شيئا. وعندما تتخذ قرارا لا أسير ضده
بمعنى آخر ينتظر الرئيس بري ما سيقرره مجلس الوزراء ليبنى على الشيء مقتضاه في مجلس النواب.
في الشق التشريعي كان حصاد الجلسة النيابية في جولتها الأولى وافرا قبل أن يرفعها الرئيس بري لإستكمال النقاش منذ السادسة مساء وليس أدل على ذلك من المصادقة على مشروع قانون تعديل قانون الضمان الإجتماعي وإنشاء نظام التقاعد والحماية الإجتماعية إثر إدخال بعض التعديلات عليه وذلك بعد عشرين عاما من الإنتظار.
والأمر نفسه ينطبق من حيث الأهمية على مشروع القانون المتعلق بإنتاج الطاقة المتجددة الموزعة.
من الضفة السياسية في الداخل إلى الضفة الأمنية على الحدود الجنوبية حيث طرأ عنصر جديد على المشهد تمثل بقصف العدو الإسرائيلي مسجد بلدة الجبين
وفي قطاع غزة لا إستراحة للعدو في مواصلة إرتكاب المجازر حاصدا المزيد من الشهداء والمصابين.
في المقابل يغرق جيش الإحتلال في حرب إستنزاف قاتلة في القطاع حيث يفقد ما يعتبره درة تاجه – لواء غولاني – فيما تمسك المقاومة الفلسطينية بالأرض.
وفي هذا السياق يلاحق شبح الشجاعية القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيليتين بعد صدمة جيش الإحتلال بمقتل عشرة من ضباطه وجنوده خلال تقدمهم في الحي – الأيقونة.
وقد عبر بنيامين نتنياهو عن هذه الصدمة بوصفه كمين الشجاعية بأنه كان صعبا جدا فيما أقر وزير حربه يوآف غالانت بأن مهمة الجيش في غزة ثقيلة مشيرا إلى أن هناك أثمانا لهذه الحرب
وفي سياق متصل أكدت وسائل إعلام أميركية أن الخسائر الإسرائيلية الأخيرة في ساحة المعركة تظهر أن هدف الجيش في شل حماس لا يزال بعيد المنال.