تلفظ سنة 2023 ساعاتها الأخيرة ويستعد اللبنانيون لاستقبال عام 2024 بآمال في تبدل مسار أزماتهم. في هذه الساعات الفاصلة برودة على الجبهة السياسية الداخلية تقابلها سخونة على الجبهة الجنوبية. وثمة ملفات مرتبطة بالجبهتين يفترض ان تكون محور زيارتين منفصلتين يقوم بهما الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان والموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت مطلع العام الجديد.
من بين هذه الملفات انتخاب رئيس للجمهورية، الامر الذي شدد مجددا على الحاجة إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رفض مقولة ان (البلد ماشي بلا رئيس جمهورية).
وفي هذا الشأن، أكد رئيس المجلس عبر صحيفة الجمهورية أن ليس في جعبته أي مبادرة لا حوارية ولا غير ذلك مشيرا فقط إلى مشاورات للتأكيد للجميع ان أقل الواجب والمسؤولية الوطنية على كل الأطراف في هذه المرحلة هو إعادة تحصين الوضع الداخلي بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية.
الرئيس بري كشف انه ابلغ الموفدين الذين التقاهم بأن خطر اندلاع حرب واسعة مصدره إسرائيل وليس لبنان. اما حول رد المقاومة المتصاعد فقال: الرطل بدو رطلين.
ميدانيا إستأنف العدو الإسرائيلي عدوانه على الحدود اللبنانية – الفلسطينية مستهدفا منزلا في بنت جبيل وعدد من البلدات الأخرى بالقذائف المدفعية، فيما ردت المقاومة بسلسلة عمليات بينها هجوم بمسيرة إنقضاضية. وقد استرعى الانتباه إعلان القائد العام لليونيفيل الجنرال آرولدو لازارو ان انحصار النزاع إلى حد كبير في المناطق القريبة من الخط الأزرق هو علامة على ان الأطراف لا ترغب في التصعيد لكنه حذر من أن احتمال حدوث تصعيد أكبر في الجنوب يبقى قائما دائما.
ومن الجنوب اللبناني إلى غزة، حيث تواصل آلة الحرب الإسرائيلية إمعانها قتلا وتدميرا في موازاة عمل مقاومة تقدم مشهدا اسطوريا في التصدي لجيش الاحتلال الذي يزداد غرقا في رمال القطاع. ويرمي هذا الجيش بكل ثقله في خان يونس حيث زج بلواء سابع في محاولة لتقديم صورة نصر بعيد المنال. فأي نصر يحققه جنود (حراميي) فضحتهم فيديواتهم وهم يسرقون النقود ومصاغ الغزيات من ذهب وفضة ومعادن ثمينة وتحف. وتقدر هذه المسروقات بعشرات ملايين الدولارات بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
وبحسب المرصد السياسي، فإن الخلافات تتصاعد داخل القيادة الإسرائيلية ولاسيما بين أعضاء الحكومة بشأن إدارة المعركة في غزة، في ظل الاخفاق في تحقيق الأهداف المعلنة. أما أحدث أوجه هذه الخلافات فتمثل في اشتباك بنيامين نتنياهو مع الشاباك والموساد. وفيما يتصاعد العدوان الإسرائيلي تتسع مساندة غزة عبر جبهات لبنان وسوريا والعراق التي تسجل المزيد من التصعيد الذي يحاكي انخراط اليمن في معادلة منع عبور السفن البحر الأحمر نحو كيان العدو الإسرائيلي.