صحيح أن العدو الإسرائيلي تمكن من مد يده على قيادي بارز بحركة حماس في عمق الضاحية الجنوبية لكن الصحيح أيضا أنه مهما بلغ جبروته لن يفلح في كسر إرادة الصمود والمقاومة من لبنان إلى فلسطين والمزيد من الساحات.
ولعل الكلمة التي رثت بها والدة الشهيد صالح العاروري ابنها الشهيد مصداق لهذه الإرادة….
أبارك لابني الشهادة التي كان يتمناها وقد نالها… هذا ما قالته بعد تبلغها نبأ الإستشهاد.
فالمقاومة لا تهزمها ضربة مهما كانت حاقدة وموجعة بل تزيدها قوة وصلابة وعزيمة.
والمقاومة ولادة دائما وقادتها عندما يستشهدون يتركون خلفهم رجالا أشداء يحملون الراية ويتابعون المسيرة ولا يبدلون تبديلا.
مما لا شك فيه أن عدوان الأمس كان خطيرا وربما هو الأخطر منذ العام 2006.
ووجه الخطورة يكمن أولا في نقل نار غزة والحدود الجنوبية إلى العمق اللبناني ويكمن ثانيا في كونه محاولة لخرق الخطوط الحمر ويكمن ثالثا في تشكيله انتهاكا فاضحا للقرار 1701 وكسرا لقواعد الإشتباك السائدة
لكن في المقابل يشكل العدوان على الضاحية الجنوبية انعكاسا للمأزق الذي يتخبط فيه كيان العدو على المستويين السياسي والأمني والذي زاد منسوبه في ظل الفشل بتحقيق أهدافه في غزة وظهرت خلافاته وانقساماته حتى داخل مجلس الحرب.
ومع ذلك هدد العدو بالمزيد من الإغتيالات وأبلغ مصدر أميركي مسؤول (النيويورك تايمز) بأن استهداف العاروري يمثل العملية الأولى في سلسلة هجمات ستنفذهما إسرائيل ضد قادة حماس.
في المقابل كانت دعوة فرنسية بلسان الرئيس إيمانويل ماكرون لإسرائيل إلى تجنب اي سلوك تصعيدي وخصوصا في لبنان فهل سينصت الصهاينة لكلامه؟!
على أي حال شكلت جريمة اغتيال العاروري ورفاقه في الضاحية عدوانا على لبنان وسيادته وضعه المكتب السياسي لحركة أمل برسم المجتمع الدولي الذي عليه أن يتحرك على وجه السرعة للجم جماح العدوانية الإسرائيلية قبل فوات الأوان.
أما مواقف حزب الله من جريمة الإغتيال ومجمل التطورات الممتدة من غزة إلى حدود لبنان الجنوبية فأطلقها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله خلال إطلالة تلفزيونية حيث أكد ان اغتيال الشيخ صالح العاروري جريمة خطيرة لن تبقى من دون رد وعقاب وقال: بيننا وبينكم الميدان والايام والليالي.