أفرغ آموس هوكشتاين بعض ما في جعبته ومن بوابة عين التينة دخل إلى الموقف اللبناني الموحد سمعه دونه وقاربه مع المهمة التي كشف أنه مكلف بها وهي التوصل سريعا إلى حل دبلوماسي يريده الطرفان لوقف التصعيد وخفض التوتر على الجبهة الجنوبية.
المبعوث الرئاسي الأميركي الذي زار كيان الإحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي والذي تتزامن زيارته إلى بيروت مع وجود وزير خارجية بلاده في القاهرة آخر محطاته الشرق أوسطية اجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش.
ومن عين التينة صرح بهدف زيارته مهمتي التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الحالية نحن في مرحلة ووقت صعب يتطلبان العمل سريعا مؤكدا أن واشنطن تفضل الحلول الدبلوماسية التي تسمح للشعب اللبناني بالعودة إلى منازله وحياته الطبيعية في الجنوب وإلى سكان الشمال العيش بأمان.
ومن النافذة الضيقة كما وصفها تسلل هوكشتاين إلى موقف العدو ليؤكد أنه سمع من الحكومة الإسرائيلية بأنها تفضل الحل الدبلوماسي أما الشعب اللبناني فهو مؤمن أنه يفضل الحلول نفسها ولا يريد التصعيد في الأزمة الحالية إلى أزمة أبعد من ذلك هذا ما قاله هوكشتاين.
أما ما سمعه من الرئيسين بري وميقاتي فهو التمسك ألف وسبعمئة مرة بحدود لبنان الخضراء وتنفيذ كامل مندرجات القرار 1701.
كلام ورد على لسان الرئيس نبيه بري قبل أن يطرق هوكشتاين أبواب عين التينة فردا على سؤال لصحيفة الجمهورية قال لا كلام لا عن تحديد ولا عن ترسيم جديد حدود لبنان الدولية معروفة ومحددة منذ العام 1923 ولدينا القرار 1701 متمسكون وملتزمون بتطبيقه والمطلوب هو أن يلزموا إسرائيل بتطبيقه.
مهمة الموفد الأميركي في بيروت واكبتها وتيرة عالية من التصعيد الإسرائيلي في الجنوب.
من ضمن هذا التصعيد إستهدف جيش الإحتلال بغاراته الجوية وقذائفه المدفعية اليوم عدد من البلدات ولا سيما حانين حيث سقط شهيدان في غارة على مركز للهيئة الصحية الإسلامية في البلدة فيما قامت المقاومة بإطلاق صواريخ على مواقع وتجمعات العدو.
وفي الوقت نفسه واصل المسؤولون الإسرائيليون توجيه التهديدات للبنان وآخرهم الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس الذي لوح بالتحرك في جنوب لبنان كما نفعل في غزة الآن على حد تعبيره.
لكن الرد عليه جاء على صفحات الصحف العبرية إذ كتبت إحداها : غزة مخيم صيفي قياسا بما ينتظرنا لو قمنا بحرب في لبنان.
واليوم انجذبت أنظار العالم إلى المحاكمة التاريخية لإسرائيل على جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها في القطاع.
جلسات المحاكمة في لاهاي إنطلقت بدفع من دعوى رفعتها جنوب أفريقيا وهي خطوة مهمة تضع إسرائيل في قفص الإتهام أمام أعلى سلطة قضائية دولية بغض النظر عما ستنتهي إليه المحاكمة إذ أصدر أنطوني بلينكن القرار سلفا عندما زعم أن الدعوة المقدمة بلا أساس ولذلك فإن الفيتو الأميركي يتربص بأي قرار يدين إسرائيل.