المنصوري وعنقون… انضمتا إلى شقيقاتهما: رب ثلاثين وبليدا وعين بعال وصديقين ورشكناناي في احتضان الشهداء شهداء الواجب الوطني والجهادي دفاعا عن لبنان والجنوب فدائيي حدود الأرض المقدسة وعشاقها حتى الرمق الأخير.
محمد المصري (ملاك) وحسن فروخ (ساجد) نجمان في عرس الشهادة مشيا إلى الفوز الأكيد تلبية للعهد وقسم الإمام السيد موسى الصدر فعانقهما تراب المنصوري وعنقون على لحن الزغاريد والدموع.
وبأطيب الكلام تعاز وتبريكات قدمها رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال اتصاله بعائلتي الشهيدين الصامدتين الصابرتين المفتخرتين بأرفع وسام يناله إبناهما.
مراسم التشييع في المنصوري وعنقون جرت على ارض جنوبية بينما كان الطيران المعادي يستبيح الأجواء منفذا غارات كثيفة على بلدات حدودية ارتقى خلالها أربعة شهداء في استهداف منزلين في طير حرفا ومارون الراس بالإضافة إلى إصابة في استهداف سيارة في بنت جبيل.
على المستوى الداخلي يتربع في صدارة المشهد وصول الرئيس سعد الحريري إلى بيروت آتيا من الإمارات لإحياء ذكرى اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري بعد غد الأربعاء واستهل نشاطه بزيارة السراي الحكومي.
ومما لا شك فيه أن الأمر لن يقتصر على إحياء الذكرى فهو يتسم بأبعاد سياسة… فهل تكون زيارة “الشيخ سعد” الحالية مقدمة لتعليق قرار تعليق عمله السياسي الذي يلتزمه منذ نحو عامين؟!.
لقد قيل الكثير في هذه الزيارة وأطلقت تقديرات وتوقعات واجتهادات لكن الأمور رهن القرار الذي يملكه سعد الحريري وحده… وإن الأربعاء لناظره قريب
في قطاع غزة استفاق المحاصرون بالحديد والنار على عدوان غاشم استهدف رفح وأسفر عن سقوط أكثر من مئة شهيد ومئات الجرحى.
العدوان كان غطاء لعملية نفذها جيش الإحتلال لتحرير أسيرين إسرائيليين وقدمها على أنها إنجاز ضخم.
لكن الإنجاز الحقيقي كانت تسجله المقاومة الفلسطينية بكمين في خان يونس أسفر عن مقتل أحد عشر جنديا إسرائيليا على الأقل.
في غضون ذلك واصل العدو التلويح بعملية برية في رفح يبدو الأميركيون ضدها في العلن ولكنهم في الواقع لا يعترضون عليها بل إن كل ما يطلبونه أن تكون سريعة وأن لا تتم خلال شهر رمضان المبارك تفاديا للإحراج والتصعيد الإقليمي.
وهذا ما يستدعي عدم تصديق دموع التماسيح الدولية والأميركية التي توحي بالتحذير من اجتياح بري للمنطقة التي يكتظ فيها نحو مليون واربعمئة الف نازح فلسطيني.