في موازاة التعنت الإسرائيلي تخبّطٌ في الموقف الأميركي لا ينفي تغطية العدوان على قطاع غزة عموماً ورفح خصوصاً.
أما ما بدا خلافاً بين الإدارتين الأميركية والإسرائيلية فإنه لا يعدو كونَه خلافاً على آليات المعركة وليس على أهدافها.
وانعكس هذا الأمر على نحوٍ واضح في تراجُعِ جو بايدن عن تلويحه الإعلامي بورقة إمداد تل أبيب بالأسلحة وأَمرِه فريقَه بمواصلة العمل معها لإلحاق هزيمة دائمة بحركة حماس.
هذه الليونة في الموقف الأميركي كانت بمثابة ضوء أخضر أمام كيان الإحتلال لاجتياح رفح تحت مُسمَّى توسيعٍ محسوب للعملية.
وفي هذا الشأن وسّع جيش الإحتلال عملياته في المنطقة نحو نقاط كانت تصنَّف آمنة وقام بقصفٍ لعمق مدينة رفح وأمر بإخلاء مناطق جديدة فيها.
وفي مفارقة فاقعة لم تر الولايات المتحدة في كل هذه الوقائع الميدانية العدوانية معالم عملية كبيرة في رفح!!!.
صحيح أن العدو يكثف اعتداءاته في رفح جنوباً وصولاً إلى الوسط والشمال إلاّ أنه يصطدم بدبابير المقاومة التي تخوض معارك ضارية معه ولا سيما في شرق رفح حيث سقط الكثير من جنود العدو بين قتيل وجريح في الأيام والساعات القليلة الماضية.
ليس هذا فحسب بل إن المقاومين واصلوا إطلاق الصواريخ فبلغت بئر السبع رغم مرور أكثر من سبعة أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
على الجبهة اللبنانية تعنف وتيرة الإعتداءات الإسرائيلية حيناً وتتراجع حيناً آخر فيما تتصدى لها المقاومة باستهداف مستوطنات الشمال.
وبرز في هذا الإطار القصف الصاروخي العنيف لمستعمرة كريات شمونة ما أدى إلى أضرار كبيرة واندلاع حرائق بالجملة فيها.
واشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن المقاومة خلقت معادلة توازن: العين بالعين فيما قال ضباط كبار في جيش الإحتلال أنه لن يكون للإسرائيليين منازلُ تؤويهم عندما يعودون إليها في المستقبل.
المستجدات السياسية والأمنية على ضوء مواصلة إسرائيل عدوانها على لبنان وقطاع غزة حضرت اليوم في اللقاء الذي عقده الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي في عين التينة.
وفيما تتواصل التحضيرات للجلسة النيابية المخصصة لموضوع النزوح الأربعاء المقبل وسط ترجيحِ حضورٍ نيابي واسع ظل الملف الرئاسي يراوح مكانه.
وفي هذا السياق قال الرئيس بري إنه بالحوار العقلاني والموضوعي وصدق النوايا يمكننا أن ننجز الإنتخابات الرئاسية في أقل من عشرة أيام.