إنه الخامس والعشرون من أيار … للمرة الرابعة والعشرين يضيء شمعته في سماء الوطن المنتصر وما بدّل تبديلا. في عيد المقاومة والتحرير يستعيد اللبنانيون تلك المشاهد يومَ انبلجت شمس لبنان من صباح الجنوب لتنير دروبَ مَجدٍ وأعراسَ نصرٍ عامرة بتضحياتِ شعبٍ ودماءِ مقاومين شهداءَ وجرحى وعذاباتِ أسرى ومعتقلين كانوا رهائنَ سَجَانٍ لئيم. في ذلك الصباح المجيد ذاتَ خامسٍ وعشرين من أيار عاد جنوب الوطن إلى الوطن وأخذ بيده إلى فضاء التحرير وعَبَق مجدداً ترابُ الجنوب بأريج شتلة التبغ التي ما انحنت أصلاً.
في العيد الرابع والعشرين لا يزال التحرير مصاناً بسواعدِ جنوبيين صامدين ومقاومين يدُهم على الزناد دوماً مسجلين نصراً بعد نصر … ذاك هو دَيْدَنُهم الآن وهم يواجهون العدوَّ المتربص بحدودهم وقراهم من الناقورة إلى العرقوب وأبعد إمتداداً لعدوانه على غزة.
وللمناسبة شدد المكتب السياسي لحركة أمل على خيار الصمود والمقاومة مؤكداً أن الحدود الجنوبية ليست بحاجة لا للتفاوض ولا لإعادة الترسيم وأن كل شبر محتل سيستعاد وتوجه إلى أهلنا في الجنوب قائلاً: صبراً … والنصر أت كما في العام 2000.
على أن إسرائيل التي أُجبر جيشها على الإندحار عن الجنوب قبل أربعة وعشرين عاماً تعيش نهاية أسبوعٍ أَسْود تلقت فيه ثلاث ضربات قوية تهددها بالمزيد من العزلة. هذه الضربات مصدرها قرارات تاريخية للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل وثلاث دولٍ أوروبية ما جعل القبة السياسية والدبلوماسية التي تساند إسرائيل تهتز. وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش فإن قرار محكمة العدل الداعي لوقف إسرائيل هجومها على رفح سيُرفع إلى مجلس الأمن الدولي.
وفيما دعت منظمة العفو الدولية إسرائيل إلى الإمتثال الفوري لقرار المحكمة صدر موقف ملتبس عن الولايات المتحدة إذا قال البيت الأبيض إنه كان واضحاً وثابتاً في موقفه بخصوص رفح.