كالصاعقة كان وقعُ إعلانِ المقاومة الفلسطينية أسـْرَ جنودٍ إسرائيليين في شمال قطاع غزة على كيان الاحتلال بمستوياته السياسية والعسكرية والاستخباراتية وصولاً إلى شارعه الغاضب. أهمية هذه الضربة تكمن في أنها تأتي في ظل عدوان مستمر للشهر الثامن وفي منطقةٍ أعادت قواتُ العدو احتلالـَها وتبجـَّحت زُورًا بأنها أطفـأت فيها جـَذْوة المقاومة. هذا الإخفاق الإسرائيلي دفع الكثير من الصهاينة إلى الاستهزاء بجيشهم فقالوا: جاء جنودنا لينقـِذوا الأسرى فأصبحوا هم الأسرى!!. وسألت أمهاتٌ لجنودٍ محتجزين في قطاع غزة: لماذا يخرج أبناؤنا إلى القتال هناك وهم يمكن ان يـُسحلوا في الأنفاق!!.
وفيما عمـّت الاحتفالات ومسيرات الإبتهاج المخيمات الفلسطينية من لبنان إلى الأراضي المحتلة بعد أعلان نبأ عملية جباليا لاذ كيان الاحتلال بالصمت ما خلا تغريدةً من بضع كلمات للناطق باسم جيش العدو اكتفى فيها بإنكار تعرض جنودٍ للأسر. وفي ضربة ثانية أكثر إيلامـًا أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقة صاروخية كثيفة بعد ظهر اليوم على تل أبيب في تطور يحمل المزيد من الرسائل الميدانية والسياسية. بالتزامن مع الضربتين سقطت مناورةٌ إسرائيلية أساسـُها مزاعمُ جرى تسويقـُها عبر الإعلام العبري عن اتفاق على استئناف مفاوضات وقف اطلاق النار وتبادل الأسرى بعد غدٍ الثلاثاء. حركة حماس نفت وجود مثل هذا الاتفاق وقالت إن إسرائيل تحاول الهروب من استحقاقات محكمة العدل الدولية.
على أي حال يلتئم مساء اليوم مجلس الحرب الإسرائيلي للبحث في صفقة تبادل محتملة. وقبل ساعات من الاجتماع تحدثت مصادر أمنية إسرائيلية للمرة الأولى عن استعداد مجلس الحرب لوقف اطلاق نار دائم في غزة لكن بنيامين نتنياهو أكد بلسان مصدر مقرب منه ان انتهاء الحرب غير مطروح وليس في الحسبان وأنه لن يوافق أبدًا على هذا الأمر.
من جبهة قطاع غزة إلى جبهة الجنوب اللبناني حيث تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية اليوم ومن ضمنها استهداف مسيّرات معادية ثلاث دراجات نارية في الناقورة وعيتا الشعب وحولا ما ادى إلى سقوط شهداء. وقد ردّت المقاومة على هذه الاعتداءات باستهداف مبان يستخدمها جنود العدو في مستعمرتي افيفيم ومارغليوت ومقر قيادة الكتيبة في ثكنة ليمان براجمة صاروخية.
في الشأن الداخلي تتجه الأنظار الاسبوع الطالع إلى حدثين الأول مرتبط بملف النزوح السوري الذي يحضر في جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء وفي مؤتمر بروكسل في اليوم نفسه حيث يخوض لبنان معركة دبلوماسية قاسية. اما الحدث الثاني فيرتبط بزيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان للبنان يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين وهي السادسة له منذ تكليفه بالملف الرئاسي من قبل الاليزيه.