في باريس اليوم قمة أميركية – فرنسية حضر لبنان على جدول أعمالها وإن لم يكن من الأولويات لكن لا بد من انتظار الافراج عن المزيد من نتائجها…
أما ما اُعلن في العلن فاقتصر في شقه اللبناني على قول الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون بعد الاجتماع مع نظيره الاميركي جو بايدن إنه “يجب العمل مع أميركا للتعجيل بخفض التصعيد بين حزب الله وإسرائيل”.
وعلى الحدود اللبنانية الجنوبية معركةٌ تدخل اليوم شهرها التاسع إرتباطـًا بالمعركة الأم في غزة وتستدرج سباقـًا محمومـًا بين الجهود الدبلوماسية والتصعيد العسكري.
صحيح أن الجبهة الجنوبية شهدت قبل ظهر اليوم تراجعـًا في منسوب الاعتداءات الإسرائيلية لكن المشهد تغير بعد الظهر قصفاً جوياً ومدفعياً فيما التهديد لا يتوقف مثلما لا تتوقف مفاجآت المقاومة في مقارعتها لهذا العدو.
آخر هذه المفاجآت إطلاق المقاومة مسيّرة إلى عمق أربعين كيلو مترًا مسجلة اختراقـًا نوعيـًا فشلت معه قوات الاحتلال في اكتشافها واعتراضها وإسقاطها.
“هذا التهديد لم تكن إسرائيل تتخيله” على حد ما قال رئيس المخابرات والعمليات السابق في الموساد (حاييم تومر) الذي حذر من ان سلاح الجو الإسرائيلي لم يعد حرًا في العمل فوق لبنان بعد اطلاق المقاومة صاروخ أرض – جو باتجاه الطيران الحربي الإسرائيلي.
ومن لبنان إلى العدوان على غزة حيث ارتكبت قوات الإحتلال اليوم مجزرة جديدة في مخيم النصيرات بالتزامن مع عملية عسكرية تم خلالها إستعادة أربعة أسرى إسرائيليين.
في المقابل تتوالى الضربات لقادة العدو فبعد محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية جاء إدراج إسرائيل على اللائحة السوداء للأمم المتحدة ليُفْقِدَ بنيامين نتنياهو صوابه.
وإذا كان منشأ هذه الصفعة خارجيـًا فإن ثمة صفعةً منشأها داخلي تنتظر نتنياهو عندما يعلن بيني غانتس انسحابه من مجلس الحرب وهي خطوة كانت مقررة خلال مؤتمر صحفي يعقده مساء اليوم لكنه قرر إرجاءه فهل يتراجع أم يَمضي في الإستقالة ويُوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي في مأزقٍ آخر وهل يحاول نتنياهو الهرب من المأزق عبر مغامرة عسكرية هنا أو هناك؟! أم ان واشنطن ستتمكن من لجمه؟!.
ولأن الشيء بالشيء يـُذكر فإن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن يزور كيان الاحتلال الإسرائيلي الاسبوع المقبل في إطار جولة في المنطقة تشمل قطر ومصر والأردن.
وزارة الخارجية الأميركية التي اعلنت نبأ الجولة ذكرت ان الادارة الأميركية تستثمر كل طاقتها للتوصل إلى اتفاق يؤدي الى الهدواء في جبهتي غزة ولبنان.
اما وسائل الاعلام العبرية فقالت إن زيارة بلينكن تأتي في وقت تنتظر فيه واشنطن وتل أبيب ردَ حركة حماس على الاقتراح الإسرائيلي الذي اعلنه بايدن والذي يرمي إلى وقف اطلاق النار في غزة واطلاق سراح الأسرى والمحتجزين.