في لبنان العين على استحقاقات الداخل – ومنها رئاسة الجمهورية – وعلى الاستحقاقات الميدانية في الجبهة الجنوبية مرورا بالتداعيات المتسارعة للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وصولا الى أوروبا التي تشهد انقلابا دفع باليمين المتطرف الى التصدر في الانتخابات التي جرت على مستوى الاقليم.
في الشأن الرئاسي تتزاحم المبادرات والتحركات من دون تحقيق اي اختراق جدي وقد التحق بركبها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبل ان ينهي الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة الاعتدال الوطني مساعيهما.
باسيل يمم اليوم وجهه شطر عين التينة حيث يفترض ان يكون قد استمع تكرارا إلى موقف الرئيس نبيه بري: لا عودة عن التشاور كشرط لدعوة النواب الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية فالتشاور هو الممر الإلزامي لإنجاز الاستحقاق ولابد منه اولا وثانيا وثالثا وأحد عشر كوكبا …
وبعد خروجه من الاجتماع مع الرئيس بري حرص باسيل على القول إنه لا يحمل مبادرة بل مسعى لدى الجميع لتأمين الاستحقاق الدستوري واكد انه تفاهم ورئيس المجلس على ان التفاهم أهم بكثير من الانتخاب.
على جبهة الحدود اللبنانية – الفلسطينية لم تطرأ عوامل جديدة على المشهد الميداني الذي سجل وثبة إضافية للمقاومة في مفاجآتها وسياستها الردعية.
وبمقتضى هذه المفاجآت تكرر التصدي للطيران الحربي الاسرائيلي بصواريخ ارض – جو فوق الأراضي اللبنانية.
وفي الوقت نفسه فرضت مسيرات المقاومة حضورها في الأجواء الفلسطينية الشمالية حيث يلاحق هاجسها العدو بمستوييه العسكري والسياسي
هذا الهاجس عكسته وسائل الاعلام العبرية حين اشارت الى ان مسيرة نجحت في نشر القلق لدى ما يزيد عن مئتي الف مستوطن في عكا وشمال حيفا حيث هرع عشرات الآلاف منهم الى الملاجئ.
وربما كانت هذه السياسة الردعية والهجومية من جانب المقاومة قد دفعت العدو إلى التراجع خطوة الى الوراء في التهديد بعملية واسعة في لبنان إذ نقلت وكالات أنباء عالمية عن مسؤول اسرائيلي قوله ان الحرب في لبنان ليست حتمية واضاف اننا ابدينا انفتاحا على الجهود الدبلوماسية الأميركية والفرنسية.
أضف الى ذلك ان البيت الداخلي الاسرائيلي ليس بخير وقد جاءت استقالات عدد من الوزراء في مقدمهم بيني غانتس لتزيد طين الإنقسامات والخلافات بلة
وعلى ايقاع هذه الانقسامات يحط رئيس الدبلوماسية الأميركية انتوني بليكن اليوم في تل ابيب في ثامن زيارة من نوعها منذ بدء عملية طوفان الأقصى.
بلينكن الذي يلتقي بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت وغانتس تندرج زيارته ضمن جولة بدأها من مصر وتقوده لاحقا الى الأردن فقطر.
أبعد من مصر واسرائيل والأردن وقطر انجذب جانب من الاهتمامات الى الانقلاب الشعبي الذي انفجر في أوروبا حيث تقدم اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي.
الصفعة الأقوى كانت في فرنسا حيث مني معسكر الرئيس ايمانويل ماكرون بهزيمة كبيرة أجبرته على حل البرلمان والدعوة الى انتخابات مبكرة ولسان حاله يقول: صعود القوميين يشكل خطرا على فرنسا وأوروبا.