في خيرِ يومٍ طلعت فيه الشمس يتوشح صعيد عرفات بالبياض عشية عيد الأضحى المبارك….
مشهد يشي بصفاء الروح وسموّها لضيوف الرحمان الذين توافدوا مع بزوغ الشمس إلى البقعة الطاهرة تغمرهم السكينة والخضوع في محبةٍ ووئام لا تفرِّق بينهم لهجات أو ملامحُ وجوه….
عشية العيد تستعد البلاد للإنغماس في عطلة فتستكين الحركة السياسية في الداخل اللبناني.
لكن استراحة الداخل لا تنسحب على جبهة الجنوب المشتعلة دوماً بنيران العدوان الإسرائيلي والتهديدات التي لا تتوقف.
آخر هذه التهديدات جاء على شكل تسريبات إسرائيلية عن مطالبة جيش الإحتلال بإنهاء عملية رفح والتوجه نحو الجبهة الشمالية وتقاريرَ إعلاميةٍ عبرية عن استعداد الجيش لهجوم واسع على لبنان بانتظار قرار القيادة السياسية. وقد انخرط بعض الإعلام الأميركي في هذه الحملة إذ ذكرت شبكة (CBS) نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل لبنان قد تكون تمهيداً لما وصفته بهجوم كاسح.
غير أنه في مقابل اللهجة التصعيدية ثمة لهجة مغايرة عَكَسَها الإعلام الأميركي والإسرائيلي على حد سواء بقوله إنه يجب التفكير مرتين قبل الخروج إلى حرب في لبنان. وربما لإنعاش هذا التفكير قرر الرئيس الأميركي إرسال موفده آموس هوكستين إلى تل أبيب بعد غد الإثنين لمنع التصعيد على جبهة لبنان. ويبدو أنه ستكون للموفد الأميركي محطة في بيروت.
وبحسب ما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين فإن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من اندفاع إسرائيل إلى حرب مع لبنان أو الإنجرار إليها من دون استراتيجية واضحة أو من دون النظر إلى الآثار الكاملة لصراع أوسع. ووفق المصادر نفسها فإن البيت الأبيض يعتقد بأن وقف إطلاق النار في غزة هو الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يخفف بشكل كبير من تصعيد التوترات مع لبنان.
وإذا كان البيت الأبيض قد أقرَّ متأخراً بهذه القاعدة فإن في لبنان مَنْ أعلنها مبكراً ولا سيما الرئيس نبيه بري عندما قال مراراً: أوقفوا حرب غزة فتتوقفَ جميع الجبهات وهو الأمر الذي أعلنته قيادة المقاومة أيضاً.
على الجبهة الفلسطينية – الإسرائيلية سَطَّر المقاومون في قطاع غزة ملحمة بطولية جديدة رغم مرور تسعة أشهر على العدوان.
فقد تمكنوا من قتل ثمانية جنودٍ إسرائيليين في ما وصفه الإعلام العبري بحادث خطير وغير عادي في جنوب القطاع.
الحادث الخطير تمثل بإطلاق صاروخ مضاد للدروع على آلية (نمر) ما أدى إلى إنفجارها واحتراقها مع الجنود الذين كانوا في داخلها.