شلاّل الدم الفلسطيني امتد اليوم غزيراً من خان يونس إلى دير البلح في مجارز كانت ضحاياها من الشهداء والمصابين بالعشرات. هذه الصورة الدموية الممهورة بصواريخ وقذائف العدو الإسرائيلي للشهر العاشر حاول بنيامين نتنياهو تلميعها في الولايات المتحدة. وإذا كانت رحلته الأميركية قد أظهرت الدعم القوي الذي ما زالت إسرائيل تحظى به فإن حراجة الموقف استحضرت رسالة مشتركة وُجهت من الجمهوريين والديمقراطيين إلى نتنياهو: أَوقِفِ الحرب.
وبعد نشوة التصفيق في الكونغرس سمع ما لايُسِرُّه في البيت الأبيض حيث كانت الرسالة الأكثر وضوحاً خلال لقاء نائبة الرئيس كامالا هاريس عندما وصفت ما يحصل في غزة منذ تسعة أشهر بأنه مدمر وقالت: لن أصمت أمام معاناة المدنيين هناك. هذا الموقف أزعج نتنياهو على ما أكد مسؤول إسرائيلي فيما قال آخر إن الرجل يشعر بأنه أمام معضلة إذ إنه يرى أن توقف القتال قد يؤدي إلى انهيار ائتلافه الحكومي الهشّ. من هنا لا يتردد في المضي بعرقلة أي مساع لوقف إطلاق النار في غزة وجديدها الإجتماع الأميركي – القطري- المصري- الإسرائيلي الذي يعقد غداً في روما. ويحضّر نتنياهو مناورة جديدة يفخخ بها الإجتماع هي على شكل صيغة معدلة للصفقة المقترحة لوقف النار وتبادل الأسرى. وقد نُقل عن مسؤول إسرائيلي أنه لا يتوقع تقدماً في اجتماع روما. ورغم ذلك يصرّ رئيس وزراء العدو على أن هناك تقدماً عزاه إلى الضغط العسكري الذي يمارسه جيشه في الميدان وهو أمر ردّ عليه مسؤول أمني في تل أبيب عندما أكد أن السعي للضغط على حماس هو رهان على حياة الأسرى المحتجزين في غزة.
وقاعدة “التهدئة في غزة تنسحب على لبنان” كررها الوسيط الأميركي آموس هوكستين الذي كان قد شارك في جانب من اللقاء بين بايدن ونتنياهو.
وفي الإنتظار التهديدات الإسرائيلية للبنان تتوالى منذ تسعة أشهر.. فهل العدو قادر على شن عدوان واسع أم أن هذه التهديدات موجهة إلى الداخل الإسرائيلي قبل غيره؟!.
في الميدان الجنوبي الحدودي لم تطرأ وقائع جديدة اليوم ما عدا ما أعلنه جيش الإحتلال عن اعتراض مسيّرة أُطلقت من لبنان وحلقت فوق المنطقة الإقتصادية للكيان العبري حيث تقع منصات الغاز في حقل كاريش.