لا شيء يتقدم حال الغليان على مستوى الإقليم نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي كان أخطرُ فصوله في ضاحية بيروت الجنوبية والعاصمة الإيرانية. ولأنه على نفسه جنى يعيش كيان الإحتلال لحظات ثقيلة فيها مستوى مرتفع من الشلل والرعب والتوتر والتأهب ترقباً للرد الحتمي والمدروس على اغتيال القيادييْن فؤاد شكر وإسماعيل هنية.
ومن تجليات هذه الحال قرارُ جيش الإحتلال وقفَ الإجازات في كل الوحدات المقاتلة وتشكيلات التدريب وتوسيعُ تقليصِ عمل المصانع في الشمال إلى عمق اربعين كيلومتراً من الحدود مع لبنان وسط مخاوف من تسلل مقاومين من الجنوب نحو مستوطنات مثل (ليمان).
وفي شأن متصل تعمل سلطات الإحتلال على تجهيز مرفأ اسدود ليكون بديلاً عن موانىء الشمال خوفاً من التصعيد على الجبهة اللبنانية. ويؤكد العدو الإسرائيلي أنه ينتظر رداً شديداً ويتخذ إجراءات على مستوى المستشفيات ويُبدي بشكل خاص مخاوف من استهداف الردود خطوط الكهرباء والإتصالات.
وفيما أكد الحرس الثوري الإيراني اليوم أن عملية اغتيال إسماعيل هنية هي من تخطيط وتنفيذ الكيان الصهيوني بدعم من الحكومة الأميركية تُجري تل أبيب اتصالات مع أصدقائها وحلفائها طالبةً مساعدتهم لمواجهة ما تصفه بهجومٍ متعدد الجبهات وقد هبّت الولايات المتحدة لدعمها فأمر وزير دفاعها القوات الأميركية بالتحرك لهذه الغاية بحسب ما أفادت نيويورك تايمز التي نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن سفناً حربية أميركية موجودة في البحر المتوسط ستقترب من سواحل فلسطين.
وتتناقض هذه الإجراءات العسكرية الأميركية مع ما سُرِّب عن تحذير الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي من أنه إذا أقدم على التصعيد فيجب ألاّ يعتمد على واشنطن لإنقاذه.
وفي انتظار الردود المرتقبة على الإغتيالات التي ارتكبها العدو الإسرائيلي أعادت المقاومة في لبنان تفعيل جبهة الإسناد والإشغال ونفذت اليوم عمليات عدة.
في المقابل ارتكبت قوات الإحتلال سلسلة اعتداءات سواء في بلدات لبنانية أمامية أو في عمق الجنوب أو عند الحدود اللبنانية – السورية.
من جانب آخر كان لافتاً تحذيرُ أعضاءٍ في كنيست العدو من أن خطة العمليات البرية التي أعدها جيشهم “يمكن أن تؤدي بإسرائيل إلى فشل ماساوي غير مسبوق”.
في المقابل كانت دعواتٌ من أعضاء آخرين في الكنيست لاجتياح بري في لبنان الأمر الذي علق عليه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل بالقول إن التجربة تُثبت أن العدو سيجد عند خرق حدودنا وسيادتنا كلَّ الجنوبيين ومعظم اللبنانيين منخرطين في مواجهة حقيقية لردع وإسقاط مشروعه. واضاف: بقدْر حرصنا على تأمين الإستقرار من خلال حل دبلوماسي وسياسي سنبقى متمسكين بحقنا في ردع هذا العدو والرد عليه لأن ما قام به في الضاحية الجنوبية وطهران تجاوز الكثيرَ من الخطوط الحمر ويشكل عدواناً صارخاً على السيادة.