Site icon IMLebanon

مقدمة تلفزيون “nbn” المسائية ليوم السبت 10 آب 2024

مع آذان الفجر مجزرة مروّعة ببصمات إسرائيلية ملطخةٍ بالدم الفلسطيني الزاكي. أكثر من مئة شهيد – بينهم الكثير من الأطفال – حصيلةُ غارةٍ إسرائيلية على مدرسةٍ بحيّ الدرج وسط مدينة غزة خلال صلاة الفجر. في الغارة أطلق الطيران الحربي المعادي ثلاثة صواريخ يَزن كلٌّ منها ألفي رطل ما حوّل مدرسة (التابعين) التي تؤوي نازحين إلى أكوامٍ من الركام تنتشر بينها الجثث والأشلاء وينبعث منها أنينُ الجرحى والمفجوعين. أما الحُجج الإسرائيلية فجاهزة: المدرسة كانت مخبأ لمقاتلي وقادة حماس!! وهي حججٌ تدحـَضـُها مشاهد الأطفال والنساء الغارقين بدمائهم في مسرح الجريمة.
وكما العادة لم تحرك هذه الدماء الزاكية ما يسمى بالمجتمع الدولي ودولَـهُ التي تتشدق زورًا في رفع لواء حقوق الإنسان. واللافت أن المجزرة تأتي قبل أيام من موعد الخامس عشر من آب المحدد للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل البحث في تحقيق هدنة بقطاع غزة. والمفارقة أن مصر أحد الوسطاء الثلاثة الذين وجـّهوا الدعوة حذرت من ان مجزرة المصلـّين دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء الحرب. فهل ثمة تحريكٌ أميركي جدّي للمسار التفاوضي بما يتطلبه من ضغط على الكيان الإسرائيلي؟ أم أن الأمر مجرد خلط أوراق ومنح بنيامين نتنياهو مزيدًا من الوقت؟!. ذلك انه منذ إعلان استحقاق الخامس عشر من آب بدأ نتنياهو العمل على افراغ مبادرة الوسطاء الأميركيين والمصريين والقطريين من قوة اندفاعها عندما قال إنه سيُرسل وفدًا إلى القاهرة أو الدوحة لكن للتفاوض على بنود الاتفاق وليس على التنفيذ ما يعني احتمال تحول المفاوضات إلى عنصر لشراء الوقت. وتعزِّز هذا الاحتمالَ جملةُ الشروط التي طرحها نتيناهو ومنها إمساك إسرائيل بملف عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة والسيطرة على محور فيلادلفيا وزيادة عدد الأسرى الأحياء الذين ستُفرج عنهم المقاومة الفلسطينية وطردُ المعتقلين الفلسطينيين الذين سيُطلقُ سراحهم في إطار الصفقة إلى خارج القطاع. من هنا ضرورة ممارسة ضغط جدي على الكيان الإسرائيلي بدل إرسال الأساطيل والأسلحة دعمـًا لنتنياهو وآخرها الافراج عن ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار لإنفاقها على أسلحة أميركية.

في الجانب الإيراني طهران ستوافق على أي اتفاق تهدئة في قطاع غزة يحظى بموافقة حماس والرد على اغتيال إسماعيل هنية مسألة لا علاقة لها على الإطلاق بأي وقف لإطلاق النار. هذا الرد أكده اليوم مجددًا قائد كبير في الحرس الثوري عندما قال: أوامر السيد علي الخامنئي بإنزال عقاب قاسٍ بإسرائيل ثأرًا لدم هنية واضحة وصريحة.. وستـُنفـَّذ بأفضل صورة ممكنة. وتعليقـًا على هذا الكلام الإيراني قال المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: عندما نسمع خطابـًا مثل هذا يتعين علينا ان نأخذه على محمل الجد وهذا ما سنفعله وأكد ان الولايات المتحدة جاهزة للدفاع عن إسرائيل بموارد وفيرة في المنطقة.