يغادر الأميركي… يأتي الفرنسي… “بيروح العاشق وبيجي المشتاق”… لكن الموقف هو هو: أَوقفوا الحرب على غزة ونقطة على السطر. وأوّلُ السطر اليوم جولةُ مفاوضات حاسمة في الدوحة لمحاولة اجتراح اتفاق يؤسس لتهدئة في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمعتقلين.
جولة الدوحة انطلقت وسط حال استنفار وحبس أنفاس كونها تشكل محطة فاصلة تتحدد في ضوء نتائجها الوجهة: وقفُ نارٍ أو اشتعال نيران!!. الجولة التفاوضية بدأت رباعيةً بمشاركة ممثلين للولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر.
أما حركة حماس فلن تشارك فيها بشكل مباشر لكن طيفها حاضر وخصوصاً أن كبير مفاوضيها خليل الحية موجود في العاصمة القطرية ويمكنه تلقّي تحديثات من الوسيطين القطري والمصري. ولسان حال حماس يقول باسم فصائل المقاومة الفلسطينية كلها إنها غير معنية بالمشاركة المباشرة في مفاوضات جديدة على اعتبار أن ما وافقت عليه سابقاً اي اتفاقَ الإطار الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن هو الأساس الوحيد الصالح للتفاوض وأن على العدو الإسرائيلي أن يوافق عليه. وستراقب حماس سير جولة التفاوض ومدى جدية الجانب الإسرائيلي في تنفيذ الإقتراح المطروح ومنسوب المماطلة التي يمكن أن يتّبعها ولا سيما أن الشروط التعجيزية الأخيرة لبنيامين نتنياهو تُشكل عقبة في وجه المفاوضات ويمكن أن تُهدد الفرصة الأخيرة. لكن البيت الأبيض يعتبر أن استئناف محادثات وقف إطلاق النار يمثل خطوة مهمة متوقعاً أن تَجري المفاوضات وفق ما هو مخطط لها.
وعلى إيقاع المفاوضات الجارية في الدوحة تستمر بيروت وجهة لحراك دبلوماسي نشط إذ حطّ فيها بعد ظهر اليوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ويصل غداً وزير الخارجية المصري غداة مغادرة الموفد الأميركي آموس هوكستين لبنان من دون أن يزور تل أبيب بخلاف جولاته السابقة وهو أمر استرعى انتباه الكثير من المراقبين. الرئيس نبيه بري أكد أمام سيجورنيه أن لبنان ملتزم بقواعد الإشتباك وبحقه في الدفاع عن النفس بمواجهة العدوانية الإسرائيلية مشدداً على حرص لبنان على التجديد لقوات اليونيفيل لولاية جديدة وفقاً للمشروع الفرنسي ونص القرار 1701.
من ناحيته أكد رأس الدبلوماسية الفرنسية أن ما يهم باريس قبل أي شيء هو وقف إطلاق النار في غزة لافتاً إلى أن هذا هو العنصر الأساسي والضروري الذي لا بد منه.
وأشارت المعلومات إلى أن سيجورنيه سيزور بعد لبنان كلاً من مصر والأردن وكيان الإحتلال الإسرائيلي.