الأجواء التفاؤلية التي بُثَّت غداة جولة الدوحة التفاوضية بشأن غزة سمَّمتها المواقف التعطيلية الاسرائيلية، ما دفع المقاومة الفلسطينية إلى اعتبار حديث الرئيس الأميركي عن قرب التوصل الى اتفاق وَهْماً.
اللغة التعطيلية ترجمتها وسائل الاعلام العبرية نقلاً عن مسؤولين اسرائيليين قالوا ألّا سبب يدعو إلى التفاؤل إذا لم تبدِ اسرائيل مرونة حقيقية بشأن الصفقة المطلوبة، واشاروا الى ان بنيامين نتنياهو مصرٌّ على استئناف الحرب بعد استنفاد الاتفاق ويطلب تعهداً اميركياً مكتوباً بذلك.
في ضوء كل ذلك، ثمة ترقبٌ ساخن لتطور الأمور من الآن حتى نهاية الاسبوع المقبل المحددة كحد زمني أقصى لعودة المفاوضين الى طاولة البحث في القاهرة هذه المرة.
فهل سيتمكن وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن من إصلاح ما أفسده الدهر، خلال زيارته التاسعة لتل أبيب منذ بدء الحرب على غزة؟.
بلينكن سيلتقي نتنياهو غداً قبل أن يطير الى قطر وكذلك الى مصر التي سيزورها في الساعات القليلة المقبلة وفد امني – تقني اسرائيلي حاملاً خصوصاً مطلب إبقاء محوري نتساريم وفيلادلفيا في قبضة جيش الاحتلال بعد التوصل إلى اي اتفاق.
هذا المطلب التعطيلي شدد عليه اليوم وزير الطاقة الاسرائيلي ايلي كوهين الذي أضاف: ستكون لنا سيطرة امنية على قطاع غزة وقدرة على الدخول اليه في اي وقت وتنفيذ عمليات عسكرية وأمنية. وقال اننا لن نغادر غزة حتى يتم إطلاق سراح آخر الأسرى.
هذا التصعيد السياسي والاعلامي الاسرائيلي كان له صدىً مماثل في الميدان من غزة الى لبنان.
ففي القطاع سقط العشرات من الشهداء والجرحى الفلسطينيين في غارات وقصف مدفعي لمناطق عدة ولاسيما في وسط القطاع وجنوبه.
وفي لبنان سقط شهيد وجريحان في قصف جوي معاد لبلدة شبعا، فيما أصيب ثلاثة أفراد في اليونيفيل عندما اغار الطيران المعادي بينما كانوا في دورية بمحيط يارين، لكن البيان الصادر عن القوة الدولية لم يوجه اي اتهام للعدو الاسرائيلي قائلاً ان اليونيفيل تحقق في الانفجار الذي وقع قرب آلية لأفرادها.
وفي الجانب الآخر من الحدود، برز تطور جديد تمثل برصد سلاح البحرية الاسرائيلي مسيّرة للمقاومة بالقرب من منزل رئيس الوزراء الاسرائيلي في قيسارية على شاطئ البحر.
ونقلت وسائل الاعلام العبرية عن مسؤولين اسرائيليين ان المسيّرة ربما كانت تحاول التقاط لقطات لمقر اقامة نتنياهو لإصدارها في المستقبل.
بعيداً من الجبهات العسكرية والأمنية، تتجه الجبهة الكهربائية في لبنان نحو حلحلة موقتة تنتشل البلاد من العتمة الشاملة التي تغرق فيها منذ أيام.
وقبل انعقاد مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان برئاسة كمال حايك العائد من إجازة في اليونان، كشف مدير منشآت النفط في الزهراني زياد الزين ان الضخ بدأ فجر اليوم بتسليم خمسة ملايين ليتر من المنشآت الى معمل كهرباء الزهراني على سبيل الإعارة مشيراً الى ان التغذية ستطال مبدئياً المرافق الحيوية.
وفي السياق نفسه، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً من نظيره الجزائري نذير العرباوي يبلغه فيه استعدادهم تزويد لبنان بكميات النفط الكافية لتجاوز الأزمة.
وفي عز عدوان آلة القتل والتدمير الإسرائيلية جنوباً، كانت مؤسسات أمل التربوية وبتوجيه من الرئيس نبيه بري ورعاية من وزير التربية عباس الحلبي ترفع بيتاً جديداً للعلم في أنصار، حيث كُسر قيد معتقل المحتل مرة…و رُفع صرح تربوي مرةً…وفي المرتين كان الفعل مقاومة والبصمة لنبيه بري.