بعكس التيار بدا مُبحراً وزيرُ الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وهو يضخُّ جرعة تفاؤل في حديثه عن تقدم بالمفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في لبنان. فالواقع أن الإتصالات الدبلوماسية الجدية توقفت منذ فشل جولة المفاوضات الأخيرة التي قادها الموفدان الأميركيان آموس هوكستين وبريت ماكغورك في تل أبيب.
وانتهت هذه الجولة إلى الفشل بعد اصطدامها بتعنّت بنيامين نتنياهو وتمسكه بخياره العسكري العدواني.
وتجسيداً لهذا الواقع نعى الرئيس نبيه بري المبادرة الأميركية الأخيرة مؤكداً أن الحراك السياسي لحل الأزمة تم ترحيله إلى ما بعد الإنتخابات الأميركية. ومن هذا المنطلق ستكون الأمور رهناً بتطورات الميدان.
فنتنياهو بات عدوانه منفلتاً من أي قيود أو ضوابط أو روادع … تشهد على ذلك الغارات الجوية العنيفة وسياسة القتل الجماعي والتدمير المنهجي الذي لا يستثني التراث والآثار العريقة لطمس الهوية التاريخية للبنان على حد تعبير المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في بيروت.
في المقابل كانت المقاومة توجه اليوم سلسلة هجمات بواسطة الصواريخ النوعية والمسيّرات لأهداف معادية في فلسطين المحتلة ولا سيما في ضواحي تل أبيب وحيفا. وقد تجوّلت مسيّرات المقاومة طويلاً في أجواء الكيان المحتل ولم يتمكن منها إستنفار الطيران الحربي والمسيّر الإسرائيلي ولا الرادارات المتطورة.
وعلى الجبهة الحدودية أجبرت المقاومة جيش الإحتلال على سحب دباباته وآلياته وأفشلت محاولات التقدم إلى وسط الخيام من الجهة الشرقية. وفي الوقت نفسه تراجعت قوات الإحتلال عن أطراف قرى عدة في القطاعين الشرقي والغربي وباتت الإشتباكات بين المقاومة وقوات العدو تقتصر تقريباً على محور المطلة – كفركلا – تل النحاس.
وتزامن هذا التراجع مع تقارير بثتها وسائل إعلام عبرية عن اقتراب جيش الإحتلال من نهاية المرحلة الأولى للعملية البرية في الجنوب اللبناني.
بعيداً عن كل ذلك انشغل اللبنانيون بحدث يرتبط باختطاف شخص على شاطئ البترون وتحقق الأجهزة الأمنية في ما حصل ولا سيما أن معلومات تحدثت عن إنزال بحري إسرائيلي محتمل في المنطقة.