في فترة العد العكسي لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني تمضي عجلة المشاورات والاتصالات الناشطة تحت الأضواء وخلفها لعل خرقاً يحصل في الجلسة التي يتمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بموعدها وكلُّه املٌ بأن يتصاعد منها الدخان الأبيض.
خرقٌ في اتجاهٍ آخر سجله الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اليوم من خلال قيامه بأول زيارة الى دمشق منذ ثلاثة عشر عاماً. وتُعَدُّ هذه الزيارة التي رافقه فيها وفد ضخم من الحزب واللقاء الديمقراطي والمشايخ أول تواصل لبناني وازن مع الإدارة الجديدة في سوريا. هذا الحشد الدرزي حَمَلَ بحد ذاته رسائل ذات مغازٍ كبيرة بحجم اهمية المواقف التي أعلنت بعد اللقاء مع القائد العام للادارة السورية الجديدة أحمد الشرع وقبله مع رئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير. “فسوريا – العهد الجديد” تقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان ولن تكون حالة تدخل سلبي فيه على الإطلاق بحسب الوعد الذي اطلقه الشرع على مرأى ومسمع الحشد الزائر. اكثر من ذلك قال الرجل ان سوريا ستكون سنداً للبنان وإن المكوّن الشيعي جزء من البيئة اللبنانية مشيراً الى صفحة جديدة مع كل مكونات لبنان بغض النظر عن المواقف السابقة. وعلى نحوٍ متناغم تمنى جنبلاط ان تعود العلاقات اللبنانية – السورية إلى الأصول الطبيعية من خلال العلاقات الدبلوماسية كاشفاً انه سيتقدم باسم اللقاء الديمقراطي بمذكرة حول العلاقات اللبنانية – السورية. وبعدما هنأ الشعب السوري بانتصاراته الكبرى وحيّا مستضيفه بالمعركة التي قام بها من أجل التخلص من القهر قال جنبلاط ان الطريق طويل ونعاني وإياكم من التوسع الاسرائيلي.
أما شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى فقد اقترح عقد قمة تجمع القادة الروحيين بين البلدين لتعزيز روح الطمأنينة.
وتحت مظلة هذه الروح حطّ في قصر الشعب بدمشق وفد سعودي رفيع المستوى للقاء الشرع على ما افادت وسائل الإعلام السورية.
وهذا الحجّ الى دمشق من الشرق والغرب يأتي على ايقاع استمرار الإدارة السورية الجديدة في ترتيب اوضاعها. وأحدثُ حلقات هذا الترتيب تعيين وزيرين للدفاع والخارجية في الحكومة المؤقتة بُعيد اعلان ابو محمد الجولاني ان جميع الفصائل العسكرية سيتم دمجها في مؤسسة واحدة تحت ادارة وزارة الدفاع في الجيش السوري الجديد.
وعلى خط الترتيبات المرتقبة مؤتمر حوار وطني سيعقد قريباً وفد دعي اليه على وجه الخصوص نائب الرئيس السابق فاروق الشرع خلال لقاءٍ جمعه مع أحمد الشرع.