حتى إشعار آخر يبقى الملفان الرئاسي والجنوبي هما الإستحقاقين اللذين يتقاسمان المشهد ويجتذبان الإهتمام ليس المحلي فقط بل الإقليمي والدولي.
في الشأن الرئاسي تتآكل الفترة الفاصلة عن جلسة الخميس الإنتخابية والتي لم يبق في رصيدها سوى أربعة أيام.
وإذا كانت الجلسة لم تكشف عن اسرارها فإن الرئيس نبيه بري يبوح دوماً بنيّته العزم على جعلها جلسة حاسمة ومُنتجة تنتهي إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
وفيما يفترض أن تتكثف خلال الأيام القليلة المقبلة حمى التحركات السياسية والنيابية الداخلية تستمر المواكبة الخارجية للإستحقاق الرئاسي. أبرز المواكبين السعودية التي ما يزال موفدها يزيد بن فرحان في بيروت حيث يواصل لقاءاته بعيداً من الإعلام. وعلى خط المواكبة أيضاً تشديد مصري على اهمية بذل جهود حثيثة مع الاطراف الوطنية الفاعلة كافةً للتوصل إلى توافق وطني بملكية لبنانية خالصة لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان من دون تدخلات خارجية. هذا الموقف المصري أعلنه وزير الخارجية بدر عبد العاطي خلال إتصال هاتفي أجراه بنظيره اللبناني عبدالله بو حبيب.
في الشأن الجنوبي توغلات وأعمال تفجير وتخريب لمنازل وممتلكات وبنىً تحتية ينفذها جيش الإحتلال في أكثر من بلدة حدودية في انتهاك واضح لإتفاق وقف إطلاق النار على الأرض. وفي السماء حِّدث ولا حرج عن استباحة الطيران الحربي والمسيّر الأجواء اللبنانية. أما التلويح بعدم انسحاب جيش الإحتلال من المناطق المحتلة خلال مهلة الستين يوماً فبات إسطوانة يومية تلوك بها ألسنُ بعض المسؤولين والإعلام في كيان الإحتلال. وبلغ التهديد ذروته في تصريحات لوزير الحرب يسرائيل كاتس لوَّح فيها بفضّ إتفاق وقف إطلاق النار وقال إنه إذا لم ينسحب حزب الله إلى ما وراء الليطاني لن يكون هناك إتفاق وسنتحرك لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تدرس إبقاء جيشها في نقاط استراتيجية في الجنوب لحماية المستوطنات.
في المقابل نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر عسكرية لبنانية أنها لم تتبلغ بأي شيء حول إرجاء الإنسحاب الإسرائيلي. وستحضر هذه الملفات خلال زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان حيث يرأس الثلاثاء إجتماعاً للجنة المراقبة بصفته رئيسها المدني.