إنطلاقة قوية سجلتها الحكومة في بداية مشوارها الإجرائي من القصر الجمهوري، لقاء ثلاثي لرؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء، ثم صورة تذكارية جمعتهم مع الوزراء، فجلسة أولى للحكومة خلصت إلى تشكيل لجنة وزارية مهمتها صياغة البيان الوزاري.
الاجتماع الأول للجنة لا يبدو أنه سيكون اختبارا سياسيا صعبا، باعتبار أن الرسم التشبيهي للبيان الوزاري بات منجزا، وهو يستلهم في الكثير من بنوده الساخنة روح بيان حكومة “استعادة الثقة” وإسقاطه على بيان حكومة “إلى العمل”.
السرعة في صياغة البيان الوزاري، أكدها الرئيس نبيه بري بقوله إن البيان سينجز خلال أسبوع. وانضم إليه في ذلك الرئيس سعد الحريري، الذي شدد على أن فقرة المقاومة ستكون على ما وردت في البيان الوزاري للحكومة السابقة.
كذلك فإن عبارة “النأي بالنفس” يفترض الإبقاء عليها، وفق ما أكد وزير الاعلام من قصر بعبدا.
وفي خضم هذه النفحات التوافقية، أكد الوزير علي حسن خليل ألا خلافات حول البيان الوزاري. وقد علمت الـ NBN أن رئيس الحكومة وزع مسودة بيان وزاري من عشر صفحات على أعضاء اللجنة الوزارية، لدرسها قبل اجتماعها الأول يوم الاثنين في السراي الحكومي.
صحيح أن الحكومة اصبحت واقعا ملموسا، ولو بعد تسعة أشهر من التعثر، لكن هذا لا يعني أن الأمور انتهت، بل يمكن القول إننا دخلنا اليوم في مرحلة الشغل الجدي على كل المستويات، على ما يؤكد الرئيس بري أمام زواره. ويضيف: صحيح أن التأليف مهم لكن الأهم هو تآلف الحكومة بما يمكنها من العمل والإنجاز وتخطي كل التحديات.
وبما ينسجم مع هذا، حدد رئيس الجمهورية موعدا لجلسات مجلس الوزراء قبل ظهر كل خميس. وشدد من جهة أخرى على ضرورة اقرار مشاريع مهمة مثل الكهرباء والموازنة قبل نهاية الشهر الحالي.
أما الرئيس الحريري فقد أكد أن التضامن الحكومي هو الطريقة الوحيدة لمواجهة التحديات، بينما يمكن الحديث في الخلافات السياسية خارجا في غرفة مغلقة. رئيس الحكومة قلل من شأن الكلام الأميركي حيال تسلم “حزب الله” حقيبة الصحة، قائلا إنه لا يسبب إحراجا لنا، ومشيرا إلى أن هناك الكثير من الوزارات التي تسلمتها أحزاب فهل هذا يعني أنها ستصبح حكرا عليها؟، وأوضح: الوزير هو وزير لكل لبنان.
الإندفاعة الحكومية استظل بها الوزير جبران باسيل، عارضا إنجازات وانتصارات استفزت “اللقاء التشاوري”، فانبرى أحد أعضائه النائب فيصل كرامي للرد عليه قائلا: لبنان ليس جبران باسيل، ونأمل عدم تحويله مسرح تانغو للرقص على أشلائه.