قبل أن يعود رأس الدبلوماسية البرلمانية اللبنانية الرئيس نبيه بري الى بيروت في الساعات القليلة المقبلة، صدحت مواقفه القوية ليس فقط في أروقة مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في عمان، بل ترددت أصداؤها على مساحة عربية أبعد ولا سيما أنها ارتقت لتلامس عمق الجرح العربي الممتد من فلسطين الى سوريا.
اللمسات الوطنية والقومية للرئيس بري ظهرت جلية في أجزاء كثيرة من البيان الختامي للمؤتمر.
رئيس المجلس النيابي اللبناني اعترض على سبيل المثال على عبارة “القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين العربية”، مشددا على القدس كاملة فحصد موقفه تأييدا جامعا ثم تعديلا للبند ذات الصلة بناء لطلبه.
وفي بند وقف التطبيع أشار الرئيس بري الى القرار الذي صدر عن قمة بيروت العربية عام 2002 “بوقف كل أشكال التطبيع مع اسرائيل حتى انسحاب العدو من كامل الأراضي المحتلة وبناء دولة فلسطين وعاصمتها القدس”.
ومرة أخرى لقي موقف الرئيس بري تأييدا واسعا، ولا سيما من رئيس الاتحاد عاطف الطراونة والوفد الفلسطيني.
أما الهموم اللبنانية التي حملها الرئيس بري الى الأردن فكانت عناوينها كثيرة وليس أقلها عودة النازحين السوريين، والمساعدة في موضوع ترسيم الحدود البحرية وتبادل فائض الكهرباء الأردنية بفائض المياه اللبنانية.
هذه الأفكار حصدت ترحيبا واسعا في لبنان وخصوصا في ما يتعلق بالتبادل الكهربائي – المائي، وهي تستحق المتابعة والبلورة بما يصب في مصلحة لبنان أولا وثانيا وأحد عشر كوكبا.
في الداخل ينتظر اللبنانيون أسبوعا برلمانيا غنيا، تتصدره جلسات لمجلس النواب من أبرز بنودها الستة والثلاثين التي وزع جدول أعمالها اليوم، تشكيل حصته في المجلس الأعلى لمحاكمة الوزراء والنواب بما يحصن عملية مكافحة الفساد.
وفي البرلمان كانت لجنة المال اليوم على موعد مع وزير الاتصالات لمناقشة التوظيف المخالف في الإدارات التابعة لها، لكن لا الوزير حضر ولا أي ممثل لهيئة أوجيرو، فطارت جلسة اللجنة التي سيكون موعدها غدا مع وزارة التربية التي سبق أن تغيب وزيرها عن الجلسة السابقة.
على المستوى الحكومي لم يتم بعد تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع، واللافت أن الجلسة المرتقبة سبقتها أجواء اعلامية متشنجة ليس على خط حزب الله تيار المستقبل فحسب، بل ايضا على خط التيار الوطني الحر – المستقبل، وذلك على خلفية الأموال الملتبس وضعها أثناء رئاسة فؤاد السنيورة الحكومة، ومن رحم هذه الأجواء موقف لمفتي الجمهورية من السرايا الحكومية: السنيورة خط أحمر.
وفي حمأة الاشتباك البرتقالي – الأزرق، استرعى الانتباه ما نشر عن اتصال رئيس التيار الحر الوزير جبران باسيل برئيس الحكومة وإبلاغه بأن المقدمة ذات الصلة التي وردت في محطة OTV مساء السبت هي اجتهاد شخصي، فهل سيكون هذا الاتصال كافيا للجم التشنجات؟.
في غضون ذلك كان رئيس الجمهورية يقول إن اللحظة مؤاتية للانطلاقة الفعلية للمعركة ضد الفساد وسنربحها ولا حصانة لأحد مهما علا شأنه.
أما ملف النازحين السوريين فهو ملف سيادي ولن نتراجع عن العمل لعودتهم، يضيف الرئيس ميشال عون الذي يستعد لزيارة موسكو حيث سيكون هذا الموضوع على رأس أولويات محادثاته مع الروس.
بعيدا من السياسة عملت شرطة مجلس النواب على إزالة بعض المكعبات الاسمنتية من محيط مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بإيعاز من الرئيس بري الأمر الذي سيترك أصداء ايجابية.