في حمأة مغامرة دونالد ترامب النووية التي وضعت منطقة الشرق الاوسط وربما العالم على فوهة بركان اشتعلت الجبهة السورية الاسرائيلية على نطاق واسع للمرة الاولى منذ عقود بكل ما يكتنفها من تدخلات وتداخلات اقليمية ودولية.
للوهلة الاولى ظنت اسرائيل ان اعلان ترامب يجعلها تعربد من دون ان ينطق احد ببنت شفة فتبين مرة جديدة وبالدليل الصاروخي القاطع ان عليها ان تفكر مرتين بل ربما ثلاثة واكثر قبل ان تعرض عضلاتها لا سيما انها تلقت صفعة قوية اعادتها الى الواقع.
صحيح ان المواجهة الصاروخية التي امتدت الى الجولان المحتل من جهة والعمق السوري من الجهة المقابلة لم تدم سوى ساعات قليلة لكن الصحيح ايضا انها استدرجت اسئلة كبيرة من قبيل: هل ان ما حصل هو مقدمة لحرب اوسع ام انه مجرد جولة محصورة في المكان والزمان ونقطة على السطر؟
الايام الاتية هي الكفيلة بالرد على هذه الاسئلة، وفي الانتظار يجدر التوقف عند مفارقات وملاحظات من ضمنها صمت ايران واتهامها من جانب اسرائيل باطلاق الصواريخ على الجولان من ثم اعلان مسوؤليها ومن ضمنهم وزير الحرب افيكدور ليبرمان انهم ليسوا في وارد المزيد من التصعيد او الذهاب في الحرب.
لبنان يواكب تداعيات الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي وكذلك تطورات الجبهة السورية الاسرائيلية، هذا الامر عكسه الرئيس نبيه بري باشارته الى ان الامور في المنطقة تتطور وذلك في سياق تأكيده ربطا بهذا الامر انه يفضل ان تتشكل الحكومة اللبنانية الجديدة سريعا.
هذا التمني استبقه رئيس المجلس بالتاكيد على ان التشكيل مهمة لن تكون سهلة وستأخذ وقتا. الرئيس بري كرر انه سيسمي سعد الحريري رئيسا للحكومة لكنه لن يساوم على وزارة المالية التي تكرس محاضر الطائف جعلها من حصة الطائفة الشيعية، اما فصل النيابة عن الوزارة فيحتاج الى تعديل دستوري على ما يوضح رئيس المجلس.
من جانبه ضخ رئيس الجمهورية جرعة تفاؤل بقوله ان صحة التمثيل في القانون النسبي الذي جرت الانتخابات على اساسه تؤمن استقرارا سياسيا يحتاجه لبنان لمواجهة التحديات.