في برية المؤتمر البرلماني الدولي في الدوحة، علا صوت رئيس مجلس النواب نبيه بري، منتصرا لليس للبنان فقط بل لسوريا ولقضية فلسطين أيضا، مدينا الإحتلال الإسرائيلي. “لآتي أعظم بعد التشريع الأميركي للإحتلال في الجولان واعتبار دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل”. تحذير أطلقه عميد الديبلوماسية البرلمانية، الذي لفت إنتباه الإتحاد البرلماني إلى أن من مسؤولياته إدانة إستخدام القناصة الإسرائيليين الرصاص الحي لقتل الفلسطينيين المتظاهرين للمطالبة بحق العودة.
خطاب الرئيس بري أمام البرلمانيين، تضمن أيضا إشارة إلى الأحزمة الإستيطانية التي من شأنها تحويل المناطق الفلسطينية إلى معتقل كبير.
على هذه الوقائع استند الرئيس بري ليرسخ خلاصة مدوية: ما أخذ بالقوة أو بالهبة لا يسترد إلا بأمرين: الوحدة والمقاومة، الوحدة والمقاومة. هو موقف لقي تقديرا عاليا وهنأه عليه عدد من رؤساء المجالس العربية.
تحذير رئيس المجلس النيابي في الدوحة من التشريع الأميركي للإحتلال في الجولان، لاقاه رئيس الجمهورية ميشال عون في بيروت، عندما قال إن القدس ضاعت والجولان أيضا يضيع، ونخشى أن يأتي الدور على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية. وفي كلامه أيضا أن سوريا كانت تنعت بقلب العروبة النابض، فماذا فعلنا بهذا القلب؟.
على المستوى الداخلي، يبدو أن الاستحقاق السياسي- الاقتصادي الأقرب، هو جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية المقرر انعقادها غدا في قصر بعبدا على نية خطة الكهرباء. وحتى ساعة بدء الجلسة، يفترض أن تتواصل الاتصالات أمام الأضواء وخلفها، توصلا إلى صيغة توافقية من شأنها ردم الخلافات حول النقاط العالقة المتصلة خصوصا بالمناقصات والهيئة الناظمة وأعضاء مجلس ادارة مؤسسة الكهرباء المنتهية ولايتهم.
واذا كانت وزيرة الطاقة قد بدت متفائلة بإقرار الخطة غدا، فإن البعض يبدي حذرا ولاسيما أن أطرافا ما زالوا يكمنون لبعضهم على الكوع، ويشير في هذا الإطار إلى السجال الكهربائي الأخير بين رئيس الجمهورية ورئيس حزب “القوات اللبنانية”.
وعلى ضفاف الكهرباء، رصدت أصوات نيابية تنصح بسلوك ممر إدارة المناقصات، وتحذر من تبني ممر اللجنة الوزارية باعتماد مجلس الوزراء في هذه المسألة.
أما رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، فكان يطل عبر الفضاء الإفتراضي، مطلقا تحذيرا واقعيا من أن خطة الكهرباء ما تزال تتعرض للرياح والعواصف الضارية والعنيفة.
على خط الموازنة، تفاؤل أبداه رئيس الحكومة بإقرارها متقشفة قريبا بعدما وصلنا إلى وضع اقتصادي واجتماعي صعب.
وإذا كانت الموزانة ستكون متقشفة، فإنها لن تطاول الطبقات المتوسطة والفقيرة ولن تمس بالحقوق المكتسبة، على ما أكد وزير المال مرة أخرى.
وبين موازنة من هنا وخطة كهربائية من هناك، لم تضع عاصفة هجوم وزير الاقتصاد على حاكم مصرف لبنان، أوزارها. فالوزير منصور بطيش قال إنه طرح عشية إنجاز مشروع الموازنة أفكارا، وطالب بأن تكون هناك شفافية، مضيفا: كل ما قلته مصر عليه من دون خلفيات.