هي الطلقة الأولى من سلاح الموقف، وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى قلب ما يسمى ب”صفقة القرن”، بإنتظار موقف لبناني رسمي جامع وموحد.
هي الصفعة الأولى للصفقة التي يروج جاريد كوشنير لها كفرصة خلال هذا القرن. هي صرخة برية في برية العالم، بأن قضية العرب والمسلمين الأولى “مش للبيع”، وهي أقوى من محاولة اغتيالها بسلاح المال.
هي “لا” مدوية في وجه كل المستثمرين على حساب قضية فلسطين، وحقوق شعبها بالعودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
هي كلمة حق في وجه سمسار جائر، لكي لا يفسر الصمت الرسمي اللبناني قبولا بالعرض المسموم.
شرف القدس لا يباع، وكرامة لبنان من كرامة فلسطين، وكل براميل النفط والمال وتريليونات ترامب، لن تغير قيد أنملة من الثوابت اللبنانية وفي مقدمتها رفض التوطين.
واهم من يظن أنه قد يغري لبنان، الذي يئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية، بملياراته. فكل أموال الأرض لا تشتري ميلمترا واحدا من فلسطين التي باركها الله ورسله، وأرض الجنوب تشهد.
موقف الرئيس بري لقي ترحيبا كبيرا لدى أبناء الشعب الفلسطيني، والـ NBN رصدت ذلك خلال جولة في المخيمات. السفير أشرف دبور نوه خلال اتصال مع الـ NBN بما صدر عن رئيس المجلس، فيما دعت حركة “حماس” الزعماء العرب إلى إطلاق مواقف مشابهة، مشيدة بالموقف المشرف للرئيس بري.
وفي السرب نفسه، غرد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، مستعينا بقول الشاعر: “بسيفك أم بسيف الإنكليزي دخلت بلاد الشام Easy”.
على المسار الأميركي- الإيراني، لا حرب لكن لا مفاوضات حتى إشعار آخر. دونالد ترامب الذي بدا مكبل اليدين أمام واقعة اسقاط الطائرة الأميركية، يحاول قدر الإمكان رد الاعتبار إلى مكانته، يبرر تراجعه فيقع في تناقضات واضحة، فمن جهة يقول إنه لم يلغ الضربة العسكرية بل أوقف تنفيذها حاليا. ومن جهة يكيل المديح لإيران لعدم اسقاطها الطائرة الثانية، واصفا تصرفها بأنه حكيم وهو يثمنه.
محاولات نزول ترامب عن الشجرة، كانت بريطانيا أول من تناغم معها، فأرسلت وزيرها المتخصص بشؤون الشرق الأوسط إلى طهران، حيث باشر لقاءاته هناك وسيطا.
محليا، لا مستجدات لافتة اليوم، بانتظار أسبوع حافل يفترض أن يشهد جلسة تشريعية لمجلس النواب، واجتماعا أو اثنين لمجلس الوزراء. وتستكمل خلاله لجنة المال درس مشروع الموازنة. كما توصد فيه كليات الجامعة اللبنانية أبوابها أمام الثمانين ألف طالب، بعد قرار مجلس المندوبين.
واليوم عاد السجال بين “الحزب التقدمي الاشتراكي” ورئيس الحكومة سعد الحريري. وزير الصناعة وائل أبو فاعور فتح “الردة” فرد عليه الحريري: “مش عارفين شو بدكم… لما تعرفوا خبروني”، لتتوالى التغريدات المتبادلة بين الطرفين، والتي استعملت فيها مختلف المصطلحات من بدنا رئيس حكومة إلى نكتة اليوم وإنفقست بيضة القبان، بمشاركة نواب وحزبيين من “الاشتراكي” و”المستقبل”.