مناطق لبنانية عديدة ولا سيما العاصمة بيروت استفاقت على أوصال مقطعة وحالات تطويق وعزل من جانب العسكريين المتقاعدين الذين يسكنهم هاجس المس بمكتسباتهم في موازنة العام 2019.
مع بزوغ الفجر انتشروا عند مدخل العاصمة الجنوبي على أوتوستراد خلدة – الرميلة وطبرجا والبربارة وضهر البيدر في عملية قطع طرقات أعطاها المحتجون إسما ورقما وأذاعوا على نيتها بلاغات وبيانات.
من الخامسة صباحا حتى العاشرة كانت المدة المحددة للتحرك التصعيدي لكن تدخل قيادة الجيش قلصها إلى نحو ثلاث ساعات ذاق خلالها المواطنون وخصوصا الموظفين الأمرين حيث احتجزوا رهينة ازدحامات مرورية كانت كفيلة بتأخر الكثيرين في الوصول إلى أماكن عملهم.
انتهى الصباح الساخن لكن التحركات التصعيدية ما تزال فتائلها جاهزة ولا سيما ان العسكريين المتقاعدين هددوا بأنهم، سيصعدون إجراءاتهم إذا لم تسحب من مشروع الموازنة كل البنود المخالفة للقوانين العسكرية.
أصداء ما حصل في الشارع ترددت في السرايا الحكومية التي استضافت جلسة لمجلس الوزراء من دون تعيينات.
قبل دخوله إلى قاعة الجلسة أكد وزير الدفاع الياس بو صعب أن إقفال الطرقات لا ينفع المطالب وأن المواطن يدفع الثمن وقال إنه تم التفاهم حول البندين العالقين في مجلس النواب فتأجيل التسريح توافقنا على صيغة بشأنه وضريبة الدخل يدرس اقتراح جديد حولها وسنجد الحلول مشيرا إلى أنه تحدث مع الرئيس سعد الحريري في هذه الحلول وقصد لاحقا عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري للبحث في شؤون المؤسسة العسكرية.
وزير المال كان له موقف مقتضب عبارة عن ثلاث كلمات (الأمر تحت السيطرة) وذلك تعقيبا على إعلان وكالة موديز أنها ترى احتمالا لإعادة جدولة ديون لبنان رغم الضبط المالي في مشروع الموازنة بسبب تباطؤ التدفقات الرأسمالية وتراجع نمو الودائع.
على أية حال فإن الأوضاع المالية والنقدية كانت محور الإجتماع الدوري الذي ترأسه الحريري وحضره الوزير علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
على مستوى أبعد تصدرت تونس اليوم المشهد على مسارين: الأول يتعلق بصحة الأوضاع الأمنية بعد تفجيرين أحدهما إنتحاري وقعا في العاصمة التونسية أما الثاني فيتعلق بصحة الرئيس الباجي قائد السبسي التي تدهورت وسط تضارب في المعلومات.