بينما كان لبنان يحاول امتصاص صدمة التصنيف الائتماني، أطل حدث أمني من بوابة الضاحية الجنوبية لبيروت على شكل استفزاز إسرائيلي بمرتبة اعتداء.
طائرتا استطلاع معاديتان في سماء حي معوض قبل صياح الديك سقطت أولاهما وانفجرت ثانيتهما متسببة بأضرار مادية وبترويع السكان الآمنين الذين كانوا نياما.
حزب الله أعلن انه لم يسقط أيا من الطائرتين وبينما نزلت الأجهزة الرسمية العسكرية والأمنية والقضائية فورا إلى ميدان الحدث، دارت دورة اتصالات مكثفة بين أركان القيادة السياسية.
وفيما أعلن رئيس الجمهورية ان لبنان سوف يتخذ الإجراءات المناسبة بعد التشاور مع الجهات المعنية، قال رئيس الوزراء ان الحكومة ستتحمل مسؤولياتها الكاملة بما يضمن عدم الإنجرار لأي مخططات معادية تهدد الأمن والسيادة الوطنية،بينما أوعزت وزارة الخارجية إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى فورية لمجلس الأمن.
أما ردة الفعل النهائية لحزب الله فأطلقها الأمين العام السيد حسن نصرالله الذي أطل خلال احتفال في بلدة العين لمناسبة ذكرى الانتصار على الإرهاب التكفيري.
السيد نصرالله كشف أن ما حصل هو استهداف بطائرة انتحارية مسيرة مشددا على عدم السماح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن وسيتم إسقاطها في سماء لبنان.
وإذ وصف ما حصل بأنه أول خرق واضح وصريح لقواعد الاشتباك منذ عدوان تموز رأى أنه مشابه للسيناريو المعتمد حاليا في العراق، مشددا على أن الزمن الذي كانت تأتي فيه طائرات العدو الإسرائيلي لقصف لبنان ويبقى كيانه آمنا… انتهى.
وأعلن السيد نصرالله أن قتل العدو أيا من عناصر الحزب في سوريا سيتم الرد عليه في لبنان وليس في مزارع شبعا وتوجه إلى الجيش الإسرائيلي على الحدود قائلا: (وقاف على الحيط على إجر ونص وإنطرنا).
وقبل ساعات قليلة من واقعة حي معوض، سجلت إسرائيل عدوانا جديدا على سوريا استهدف هذه المرة منطقة (عقربا) قرب دمشق.
الدفاعات الجوية السورية تصدت للصواريخ المعادية وأسقطت معظمها فيما ذهب قادة العدو إلى حد التبجح بمزاعم من طراز استهداف مواقع إيرانية كانت تخطط لشن هجمات بطائرات مسيرة على شمال فلسطين المحتلة.
لكن الرد على هذه المزاعم جاء من عقر دار الصهاينة أنفسهم إذ قال وزير سابق للحرب ان بنيامين نتنياهو يستغل الهجوم على سوريا لأغراض سياسية داخلية.