من حال الانفجار الذي كان متوقعا، إلى حال الانفراج الذي كان مأمولا، انقلب واقع قطاع المحروقات الحيوي للمواطنين. هذا الانقلاب الإيجابي، جاء ثمرة اتصالات مكثفة انخرط فيها المسؤولون الكبار في الدولة، وفي النقابات المعنية التي حصلت على تعهدات حكومية بتثبيت آلية نقدية لاعتمادها في سداد المستحقات. وعليه سيكون يوم غد الاثنين يوم عمل عادي، لا إضرابات فيه ولا يحزنون.
قبل قطاع المحروقات، كانت نقابة الصرافين هي الأخرى قد علقت الاضراب الذي كان من المقرر أن تنفذه غدا. فهل تنسحب العدوى على قطاعات أخرى مثل المخابز والأفران؟.
الواقع المعيشي والاقتصادي والحياتي الصعب، امتطى صهوته متظاهرون منضوون تحت لواء أحد فصائل الحراك المدني، ليحتجوا بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح بوسط بيروت. في هذا الحراك الاحتجاجي، استرعى الانتباه تواضع عدد المشاركين الذين واكبتهم القوى الأمنية مكثفة تواجدها على مداخل السرايا الحكومية ومجلس النواب.
حراك من نوع آخر يتولاه رئيس الحكومة سعد الحريري، يحمل طابعا اقتصاديا، ويقوده إلى عواصم خليجية وأوروبية خلال هذين الشهرين، بدأه بزيارة دولة الإمارات يلتقي خلالها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.
في العراق، لم تشر التقارير إلى احتجاجات شعبية اليوم، بعدما كانت قد تجددت أمس حاصدة تسعة عشر قتيلا. وبعد رفع حظر التجول في بغداد، رصدت عودة جزئية للانترنت في المدينة. أما على خط المعالجات فقد أعلنت الحكومة اتخاذ سبعة عشر قرارا مهما، استجابة لمطالب المتظاهرين. هذه القرارات تشمل خصوصا توفير فرص عمل، ورواتب لعاطلين من العمل، واعتبار القتلى في صفوف المتظاهرين وقوات الأمن شهداء، وإعفاء المزارعين من تكاليف استئجار الأراضي الزراعية وتوفيرها مساكن أو أراضي سكنية لمن هم بحاجة لمأوى، وفتح باب التطوع في الجيش.
وبالتزامن مع الإعلان عن هذه القرارات، سرت أنباء عن تغيير وزاري محتمل قد يشمل ست وزارات. أما على المستوى النيابي، فقد طالب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بوضع من وصفهم بحيتان الفساد، في السجون.