حرائق لبنان تركت الكثير من النار تحت الرماد والندوب على مختلف الأصعدة. لهيب نارها كشف عورات كثيرة في أجهزة الدولة وعلى مستوى التخاطب السياسي وحتى الطائفي إلا أنه في الوقت نفسه أضاء على أجمل ما في لبنان…
شعبه الحي الذي تضامن في تعبير راق عن روح وطنية عالية بخلاف التقصير الحاصل في تنفيذ الدولة للقوانين الخاصة بإدارة الكوارث.
على مدى 48 ساعة لم تكن النيران بردا وسلاما على مساحات كبيرة من أحراج لبنان والتي لامست الممتلكات والأرواح، ومن يدري إلى أي حدود كانت ستقف عنده هذه الكارثة لولا تدخل العناية الإلهية التي ردت القضاء لطفا بالبشر والحجر والشجر.
ولكن هذا العجز الذي ظهر جليا خلال كارثة الحرائق هل يعوض بحسم مسألتي الموازنة والإصلاحات؟.
الرئيس نبيه بري تساءل في لقاء الأربعاء النيابي: لماذا نعيش حالة إنكار وكأننا لا نعاني من أزمة مالية واقتصادية واجتماعية، وشدد على ضرورة إقرار الموازنة والإصلاحات خلال اليومين المقبلين ونفى في الوقت نفسه الشائعات التي تروج بوقف مفاعيل سيدر.
رئيس المجلس أبدى استغرابه لإعادة البحث من جديد في ملف الإصلاحات طالما بت بهذا الملف من ضمن البنود الـ 22 وقال: فليحسم التصويت هذا الامر.
وفي هذا الإطار عقد مجلس الوزراء جلسة يفترض أن تكون مفصلة على نية الموازنة وسبقها لقاء بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل.
وزير المال علي حسن خليل رأى قبل الجلسة أن الجلسة بالوقائع تنتهي قبل إنتهاء المهلة الدستورية، لافتا إلى “أنه لم يسمع أن التيار الوطني الحر بدل موقفه بخصوص الضرائب التي تضمنتها ورقته”.
على خط الحدود فإن انتهاكات العدو لسيادة لبنان وأراضيه بقيت في صلب اهتمامات الرئيس نبيه بري وهو أثارها يوم أمس مع زواره كما اليوم أمام نواب الأربعاء، هذا الاعتداء الذي تمثل بقضم العدو لـ15 مترا من أرض لبنان وقال: “يلوموننا على الربط بين حدودنا البرية والبحرية، وبستغربون تمسكنا بالمقاومة التي هي بأبسط الأحوال مصلحة لبنان”.