بقي الإشتباك السياسي الحاد والحرب الكلامية بين “التيار الوطني الحر” و”الحزب التقدمي الإشتراكي”، في صدارة المتابعة الداخلية، في ظل انكفاء الملفات السياسية الأخرى بفعل عطلة عيد الفطر السعيد، ولا سيما ملف تشكيل الحكومة الذي ينتظر عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من المملكة العربية السعودية، ليباشر الجولة الثانية من البحث والتشاور، وبدء الخوض بتوزيع الحقائب المعقد، علما ان رسمه التشبيهي لتوزيع الحصص الذي أودعه رئيس الجمهورية، لم يحظ بتوافق بعد، ما يعني ان الحريري سيبدأ عمليا بعد العيد بمخاض شاق لن تكون طريقه سهلة، وزادته تعقيدا الحرب الدائرة بين “الحزب التقدمي الإشتراكي” و”التيار الوطني الحر” بشكل غير مسبوق، بالاضافة إلى بروز عقد جديدة فرضتها حسابات مستجدة داخلية واقليمية، على رأسها ملف النازحين السوريين، وينتظر أن تعود إلى الضوء المراسيم الخلافية مجددا.
فمرسوم التجنيس لم يصل بعد إلى خواتيمه، ومرسوم القناصل الفخريين لم يرسل بعد إلى المالية لتصحيح الخطأ القانوني الذي شابه بغياب توقيع وزير المال.
وفي خضم هذه المعمعة السياسية، تراءت خطوط مضيئة من شمس الشهادة إلى الذاكرة، حاملة معها عريسا وطيرا، وثق وبأحرف من ذهب في سجل المقاومة ضد الإحتلال، إنه بلال فحص، الذي قاد سيارته المحملة بأكثر من مئة وخمسين كيلو غراما من المواد المتفجرة، واخترق بها قافلة العدو الإسرائيلي في الزهراني موقعا قتلى وجرحى في صفوفه.
البطل الذي بقي مع الأديم كما هو، كمشة يد، قبضة نار، ويد من أوار تقبض على الجنوب، هكذا خط الرئيس نبيه بري شهادة فحص غداة ارتقائه.
إقليميا، تقدم اليمن مجددا على المشهد، حيث تضاربت المعلومات حول السيطرة على مطار “الحديدة”، النقطة المفصلية في هذه المعركة، وبرزت معلومات لافتة عن مشاركة فرنسية في الميدان.
وإلى روسيا حيث يتواصل حبس الأنفاس، وتشخص أنظار المتابعين للمونديال إلى ما ستخلص عليه نتائج فرقهم المفضلة. وفي زحمة الإهتمام العالمي بالمستديرة الساحرة، برز تحذير وزارة الخارجية الأميركية لرعاياها من أن الإرهابيين قد يستهدفون أماكن إقامة المباريات، ولكن من دون أن تشير إلى أي تهديد محدد.