بعرض عسكري رمزي، احتفل لبنان بذكرى الاستقلال السادسة والسبعين، بمراسم لم تكتمل أوصافها. صحيح أن الذكرى جمعت الرؤساء الثلاثة، لكن مشاركة رئاسة الحكومة كانت حاضرة بصفة تصريف أعمال.
وإذا كانت الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، قد فرضت احتفالا رمزيا وموجزا لم يتجاوز الثلاثين دقيقة، إلا أنه أكد على صورة الدولة بحضور أركانها، وأن ما سجل من بعض أطراف الحديث يدعو إلى الحفاظ على الخيط لإعادة الوصل والتواصل في ملف تشكيل الحكومة.
ومصداقا لهذه الروحية، أكدت معلومات للـNBN أن الإتصالات على خط تشكيل الحكومة لم تنقطع، وهي تجري بشكل مكثف ويؤمل أن تثمر خلال الفترة المقبلة. لكن رغم ذلك لم تظهر مؤشرات حتى الساعة للدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة. ومعه فإن الوضع المعيشي تزداد أزمته عمقا، وفق ما يسجله سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم، وليس آخرها الوقوف عند أزمة دواء ستفرغ منه المخازن في غضون شهرين.
في الساحات، تمايز الحراك بالاحتفال بعيد الاستقلال، حيث احتشد المتظاهرون في ساحتي الشهداء ورياض الصلح وقاموا بعروض رمزية.
وفي هذا الإطار، لفت تأييد الوزير جبران باسيل الصادقين في الشارع وحرمان الاستغلاليين من استعماله ومنع الخارج من فرض أجندته.
في الخارج، دأب على تظهير صورة استثمار الحراك الشعبي في لبنان من خلال رسالة مذيلة بتوقيع 240 عضوا في الكونغرس الأميركي، تحث الأمين العام للأمم المتحدة على قيادة حراك دولي للحد مما أسموه نفوذ “حزب الله”، وذهبوا بالتهديد من باب التحذير من عواقب نزاع محتمل بين لبنان وكيان العدو.
وعلى الخط الدولي أيضا، موقفان أميركي وفرنسي. الأول أطلقه وزير الخارجية مايك بومبيو بالتأكيد على أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع حكومة لبنانية جديدة تستجيب لاحتياجات المواطنين. أما الثاني فعبر عنه مستشار الرئاسة الفرنسية، بوصفه الواقع اللبناني بأنه لا إجماع بين الجهات اللبنانية ولا بين الدول التي لها نفوذ في لبنان، ولافتا في الوقت نفسه إلى أن هناك نوعا من عدم الاكتراث وأن لا دولة مستعدة لوضع رأسمال سياسي في لبنان.