إذا كان الاستحقاق الحكومي لم يسجل اختراقات جدية في هذه المرحلة، فإن ذلك لا يعني أن قنوات التواصل بين القوى السياسية مقفلة. هذا الواقع عكسته مصادر للـNBN، بقولها إن الاتصالات جارية على قدم وساق بعيدا من الأضواء، من أجل إيجاد مخرج للأزمة الحكومية. وأكدت المصادر نفسها، أن هذه الإتصالات قطعت شوطا على أمل تحقيق نتائج إيجابية في الأيام المقبلة.
في الأبعاد الخارجية، انغماس دولي متواصل في الوقائع المحلية، يتصدره الأميركيون الذين يستثمرون على الأزمة وعلى الحراك الشعبي، إلى درجة دفعت السفير الروسي في بيروت لوصف الدور الأميركي في لبنان بالتخريبي.
أما آخر تجليات هذا الاستثمار الأميركي، فقد تمثل بإطلالة لبنانية لجيفري فيلتمان، هي الثانية خلال أربعة أيام. كما في الأولى، حرص “مستر جيف” في الإطلالة الثانية، على دق أسافين التحريض والخلاف بين الفئات اللبنانية، انطلاقا من قصائد غزله باللبنانيين المشاركين في التظاهرات “الملهمة”. أما دعواته المتكررة للافراج عن المساعدات العسكرية للقوى الأمنية، فمبعثها ليس حبا بهذه القوى، بل خشية من أن يخدم تجميدها “حزب الله” والمصالح الصينية والروسية والإيرانية في لبنان.
هذا على المستوى الأميركي، أما بالنسبة لفرنسا، فكلام عن نيتها التحرك في محاولة لاجتراح مخارج للأزمة الحالية، لكن الأمر لم يرق إلى مستوى مبادرة كاملة الأوصاف.
وبانتظار وضوح معالم التحرك الفرنسي، سيكون لبنان حاضرا في جلسة لمجلس الأمن بعد غد الاثنين. وهي جلسة مخصصة أصلا لمناقشة التقرير الدوري المتعلق بتطبيق القرار 1701.