من يستحضر الفتنة؟ من يستعجلها ويدير أدواتها؟ ومن يوجه الفوضى في البلد؟
كل سيناريوهات التحريض الطائفي والفوضى ولغة الشتم والاعتداء على القوى الأمنية باتت مكشوفة والهدف منها أصبح معلوما: ضرب الوحدة الوطنية وتدمير ما تبقى من وطن.
كل الوقائع التي سجلت خلال اليومين الماضيين تؤكد بشكل محسوس ان ما جرى لا يمثل الحراك الشعبي العفوي، وتثبت بشكل ملموس أن هناك أطرافا ركبوا الموجة وهم يعملون ليل نهار لدفع الحراك نحو الهاوية.
آخر هذه الوقائع ما حصل في الساعات الماضية من فيديو الشتم البغيض الذي لم يستهدف طائفة فحسب بل أراد النيل من أصل وجود لبنان وعيشه الواحد إلى أعمال الشغب المتنقلة بين المناطق.
وكل ما تقدم يضاف على إنسداد في الأفق السياسي ومثاله الصارخ هو الاستحقاق الحكومي.
عناصر هذا المشهد حطت في الجلسة التي جمعت اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، حيث أكدا على وجوب تحلي اللبنانيين في هذه المرحلة بالوعي واليقظة وعدم الإنجرار نحو الفتنة التي يدأب البعض العمل جاهدا نحو جر البلاد للوقوع في آتونها والتي لا يمكن أن تواجه إلا بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض وأولا وأخيرا إفساح المجال أمام القوى المنية والجيش للقيام بأدوارهم وتنفيذ مهامهم في حفظ الأمن والمحافظة على أمن الناس وحماية الممتلكات العامة والخاصة.
وعلى الصعيد الحكومي تحدثت مصادر اللقاء عن الحاجة الوطنية الأكثر من ملحة للاسراع في تشكيل الحكومة مع التأكيد على ضرورة مقاربة هذا الاستحقاق في أجواء هادئة وبعيدة عن التشنج السياسي حيث تتقدم مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح شخصية.