دفعة أولى على الحساب سددتها إيران إلى الولايات المتحدة إنطلاقا من قاعدة عين الأسد.
رغم كل المحاولات البائسة للتخفيف من وهج الضربة فإن هذه الصفعة صدعت من دون أدنى شك – الهيبة الأميركية وأصابت جبروت الجيش الذي لم يتلق ضربة صاروخية علنية بهذا الحجم منذ الحرب العالمية الثانية.
الإنتقام الأولي لدم قاسم سليماني ورفاقه أنجزته ايران لكن الرد الأساسي يكون بدفع الولايات المتحدة إلى الإنسحاب من المنطقة.
وتأسيسا على هذه القاعدة هدد الحرس الثوري مجددا بانتقام أقسى قريبا جدا.
في الضفة المقابلة استوعب دونالد ترامب الضربة الأولى وتراجع عن التهديد بإستخدام القوة العسكرية في الرد على الرد قائلا أن الولايات المتحدة تسعى إلى السلام مع كل من يرغب في تحقيقه وداعيا إلى التعاون على أولويات كمحاربة داعش.
مغامرات وسياسات ترامب وآخرها تجاه ايران أستدرجت خطوات احتجاجية داخلية على المستويين الشعبي والتشريعي.
فعلى المستوى الشعبي برزت دعوات إلى مئة وثمانين وقفة إحتجاجية في المدن الأميركية اليوم.
وعلى المستوى التشريعي يصوت مجلس النواب مساء على مشروع يحد من قدرة الرئيس الأميركي على التحرك عسكريا ضد ايران.
أما وسائل الأعلام الأميركية فقد أكدت أن سياسة ترامب سيكون من نتائجها إنسحاب بعض أو جميع القوات الأميركية من المنطقة وهو نصر استراتيجي آخر لطهران على حد ما كتبت كبريات الصحف الأميركية.
المشهد الاقليمي يلقي بأثقاله على لبنان الذي يئن أصلا تحت وطأة الهموم السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية.
في السياسة سأل الرئيس نبيه بري اليوم عن التأخير في تشكيل الحكومة والغاية من طرح قواعد جديدة مخالفة للأعراف تشكيلا.
وإذ نفى رئيس المجلس كل ما يشاع عن عدم حماسته لحكومة برئاسة حسان دياب لفت الى انه قدم كل الدعم والمؤازرة له، وكشف أن حركة امل لم تقدم حتى الآن أسماء مرشحيها للوزارة معلنا أن ما طرحه وإقترحه هو نفسه منذ ترشيح الرئيس سعد الحريري مرورا بمحمد الصفدي وبهيج طبارة وسمير الخطيب لم يتغير مع دياب أي حكومة تكنوسياسية مشددا على رفض حكومة سياسية صرف.
وردا على سؤال حول إمكانية عدم تجاوب الحريري مع الدعوة إلى تصريف الأعمال قال الرئيس بري (مش على خاطره تصريف الأعمال واجب دستوري يجب القيام به.
من جانبه شدد حزب الله – الذي زار وفد منه بكركي اليوم – على ضرورة الوصول إلى توافق على تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن.
في الشأن المالي أنفلت الدولار الأميركي صعودا ليلامس اليوم 2400 ليرة فيما يعيش اللبنانيون غيابا شبه كامل للتيار الكهربائي ويواجهون أزمة غاز منزلي تضاف إلى عشرات الأزمات المعيشية.