التأليف الحكومي يتأرجح على حبال الإرتباك، مدفوعا بمقاربات متذبذبة للطباخين على مستويات عديدة، ليس آخرها المعايير المتحركة واخيتار الأسماء المرشحة لدخول جنة الحكومة.
هذا الواقع دفع الرئيس نبيه بري إلى رفع الصوت، إذ إن صفة الاختصاصيين غائبة لدى الكثير من الأسماء المطروحة، ولذلك قال: يبدو أنني الوحيد الذي تعاطى بجدية وعن قناعة في موضوع الاختصاصيين.
الطباخون الحكوميون يطرحون معايير متناقضة، كما يلاحظ رئيس المجلس، الذي يقول إننا اختلفنا على المعايير منذ اليوم الأول. ويضيف بالتالي: أن الحكومة بالصيغة التي يركبونها فيها لست مقتنعا بها.
وعلى نحو مباشر، يوضح الرئيس بري: إذا أرادوا أن يشكلوا حكومة بالصورة التي يحضرونها فأنا خارجها. لكنه، من باب الحرص على مصلحة البلاد، يؤكد أنه لن يعطل مسار تلك الحكومة، مشيرا إلى أنه سيمنحها الثقة لأنه إن لم يفعل ستسقط.
الرئيس بري يبدو مصرا على تأليف حكومة لم شمل تكنو- سياسية انقاذية. ويفضل حكومة أقطاب تكون قادرة على تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الصعبة.
اما موقفه من الحكومة التكنو- سياسية، فليس صحيحا أنه يندرج في سياق رغبته في عودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، وكلامه واضح- كما يؤكد- لناحية تشكيل حكومة لم شمل برئاسة حسان دياب.
الرئيس المكلف كان قد أطل قبل أن ينتصف الليل، على متن بيان أعلن فيه أنه سيواصل مهمته الدستورية، لتشكيل حكومة تنسجم مع ما وصفه بالاطار العام المتفق عليه، أي حكومة تكنوقراط مصغرة. وقال إنه لن يرضخ للتهويل، وسيتابع اتصالاته بالجميع، رافضا أن تصبح رئاسة الحكومة مكسر عصا.
وفي موقف “تويتري”، سأل زعيم “الحزب التقدمي” وليد جنبلاط: إلى متى سيبقى فريق العهد يلعب بمصائر الناس، ويتسلط على كل شيء، ويدمر كل شيء؟.
في الخارج، برز حدثان، الأول عماني تمثل برحيل السلطان قابوس عن تسعة وسبعين عاما، وتعيين ابن عمه هيثم بن طارق خلفا له. السلطان الجديد تعهد بالعمل على النأي بالمنطقة عن الصراعات والخلافات وتحقيق التكامل الاقتصادي.
أما الحدث الثاني فتمثل بإقرار جريء من جانب ايران بسقوط الطائرة الأوكرانية نتيجة إصابتها بصاروخ من طريق الخطأ. وقد اعتذرت الجمهورية الإسلامية عن المأساة، فيما طالبت أوكرانيا بتعويضات، ودعت كندا لمحاسبة طهران.