بعد ليلة السبت- الأحد التي كانت بحق ليلة مجنونة لا سابقة لها منذ تفجر الحراك، يبدو أن هناك نية للعودة هذه الليلة إلى السيناريو نفسه الذي ما زال لبنان تحت تأثيره، أي غزوة الشغب في وسط بيروت.
بالأمس، وعلى مدى ساعات طويلة من ساعاتها السود، تحول “الوسط” إلى ساحات حرب حقيقية، انفلت فيها المشاغبون والمندسون وعاثوا حرقا وتكسيرا وتخريبا ممنهجا بالممتلكات العامة والخاصة، واعتداء آثما على عناصر القوى الأمنية.
هؤلاء استخدموا بالأمس، كما اليوم، كل شيء في غزوتهم: نماذج مستحدثة من قنابل المولوتوف، مفرقعات من عيارات ثقيلة غالية الثمن، قضبانا وأعمدة حديدية، حجارة منتزعة من بلاط ورخام الأعمدة والجدران، حتى جذوع الأشجار وأحواض الزهور حولوها سلاحا في أيديهم.
في المقابل، تكثفت الاتصالات حول تشكيل الحكومة، وسجلت زيارة للرئيس المكلف حسان دياب إلى بعبدا، حيث تم البحث في ما تبقى من عقد. وبحسب المعلومات المتوافرة للـ NBN، فإن صيغة الحكومة بقيت كما تم الاتفاق عليها في عين التينة من دون أية تعديلات.
المستجد حكوميا، هو الإعلان عن مؤتمر صحفي لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لتحديد الموقف، في ظل حديث عن إمكانية عدم المشاركة في حكومة دياب.
وعلى الخط الممتد من ليلة وسط بيروت إلى الحكومة، تجول الرئيس سعد الحريري على متن “تويتر” قائلا إن هناك طريقا لتهدئة العاصفة الشعبية: توقفوا عن هدر الوقت، وشكلوا الحكومة، وافتحوا الباب للحلول السياسية والاقتصادية.
وإلى المعنيين بتشكيل الحكومة، وفي طليعتهم الرئيس المكلف ورئيس االجمهورية، توجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، داعيا إلى جعلها حكومة طوارىء تنقذ البلاد والعباد. رأس الكنيسة المارونية حمل معرقلي التشكيل مسؤولية ما جرى مساء الأربعاء في الحمرا وأمس في وسط بيروت.
وللمرة الثالثة خلال أيام، اقتحم منسق الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، الشؤون الداخلية اللبنانية قائلا: يوم آخر من دون حكومة. ليلة أخرى من العنف والصدامات.