بخطى سريعة وبنفس واقعي بعيد من المغالاة في المواقف والوعود تنطلق الحكومة الإنقاذية لمواجهة الإستحقاقات الكثيرة التي تنتظرها.
هذه الإنطلاقة عكستها إجراءات التسليم والتسلم بين الوزراء السابقين والجدد وتحديد موعد لأول إجتماع للجنة الوزارية المكلفة وضع خارطة طريق البيان الوزاري قبل ظهر غد الجمعة في السرايا التي قرر الرئيس حسان دياب أن يقيم فيها مع عائلته وتحديدا في الجناح المخصص لرئيس الوزراء وذلك في خطوة غير مسبوقة.
وفيما كانت عمليات التسليم والتسلم تتم في الوزارات وسط تأكيدات من الوزراء على الأفعال لا الأقوال وعلى ضرورة إعطاء الحكومة فترة سماح قبل الحكم عليها كان الرئيس دياب يستقبل عددا من السفراء الأجانب ولا سيما الأوروبيين الذين أبدوا إستعداد بلادهم لمساعدة لبنان إذا نفذت حكومته الإصلاحات مشيرين إلى أنهم سيراقبون تموضعها السياسي وابرز عناوينه النأي بالنفس.
من جانبها طرحت الولايات المتحدة عبر وزير خارجيتها شروطا لمساعدة لبنان: أن تكون حكومته غير فاسدة وان تلتزم إجراء إصلاحات وتستجيب لمطالب الشعب.
أما الأمم المتحدة فغرد ممثلها في لبنان قائلا: لا تدعوا الإعتبارات السياسية تطمس إنجازا إيجابيا كبيرا هو وجود ست نساء في الحكومةأي ثلاثين بالمئة من أعضائها فضلا عن شغل امرأة للمرة الأولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
الإنجاز الإيجابي الذي تحدث عنه (يان كوبيتش) لم يشفع للحكومة من جانب المتلطين تحت عباءة الحراك الحقيقي فواصلوا تماديهم في الشغب والإعتداء على أفراد القوى الأمنية في وسط بيروت وارتكاب موبقات التخريب والتكسير في أسواقه ومتاجره ومؤسساته العامة والخاصة وشوارعه.
هذه الإستباحة للعاصمة وأسواقها ومؤسساتها استنكرها الرئيس سعد الحريري تماما كما فعل مفتي الجمهورية الذي وصف ما يرتكبه المندسون بأنه أعمال منافية للأخلاق وشغب مرفوض.