عيد مجيد.
بعد الجمعة الحزينة وسبت النور، أحد القيامة، على أمل القيامة من المآسي، وما أكثرها على هذا الكوكب المعلق منذ أشهر على خشبة الخلاص من كورونا.
ولبنان الذي يستلهم من الفصح قيم الرجاء بالخلاص، يمضي في التصدي لتداعيات الفيروس المتوحش، مستندا إلى خطط وبرامج منسقة نالت شهادات حسن سلوك في الداخل والخارج. وعلى هذا الأساس يستقر عداد الإصابات على نسب لا تخرج عن الهوامش المتوقعة، وجديدها اليوم احدى عشرة اصابة وصفر وفيات.
ومن وحي الخطط المرسومة عينها، تشددت الإجراءات الوقائية اليوم، من أهمها منع تحرك جميع الآليات والسيارات إلا العمومية منها.
وعلى الخط نفسه، ينجز لبنان غدا المرحلة الأولى من الجسر الجوي الذي أقامه لنقل آلاف اللبنانيين من الخارج، لتستريح الرحلات حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي، وهي فترة مكرسة لتقييم تلك المرحلة قبل تحديد الخطوة التالية، علما بأن الدفعة الأخيرة للعائدين جاءت نتائج فحوصاتها جميعا سلبية.
أبعد من لبنان، يجهد العالم لوقف زحف الوباء الأخطر من دون جدوى، إذ يستمر في حصد الأرواح بحيث تجاوزت الوفيات مئة وثمانية آلاف، والاصابات مليونا وثمانمئة ألف. إلا أن اللافت هو تجاوز الولايات المتحدة إيطاليا، لتسجل أعلى نسبة وفيات في العالم، ولتدفع دونالد ترامب إلى إعلان كارثة كبرى في جميع الولايات الأميركية الإثنتين والخمسين، للمرة الأولى في التاريخ.
في المقابل، كانت مقاطعة هوباي الصينية، أول بؤرة تفشي كورونا في العالم، تسجل الرقم صفر وفيات وإصابات.
أما البابا فرنسيس فكان يعظ خلال قداس الفصح في الفاتيكان، بتخفيف العقوبات الدولية والغاء الديون التي تثقل كاهل الدول وخصوصا الأكثر فقرا. فهل تلقى صرخة رأس الكنيسة الكاثولوليكية آذانا صاغية لدى من يفرضون هذه العقوبات؟.