كل عام وأنتم بخير.
إستهلال عيد التحرير على مقياس العين المسلحة، تجلى بحجم بدر وهو يطفىء شمعته العشرين. إلا أن إكتمال هلال تحرير جنوب الأرض، لا يكون فعلا سوى من ضمن قمر عملاق هالته تحرير الإنسان على مساحة كل لبنان.
تحرير من الحرمان والنسيان والظلم والاهمال والتقصير والتخلي عن القيام بواجب الرعاية والحماية. تحرير للنفوس من مرض الطائفية قبل تحرير النصوص، والمضي على درب مدنية الدولة. تحرير لقمة العيش من الاحتكار وجشع التجار وغلاء الأسعار. تحرير جماعي لجنى العمر المحتجز إفراديا في زنازين أحكام مالية ومصرفية عرفية. تحرير الكهرباء من احتكاكات ومماحكات المحاصصة واللجوء إلى شفافية المناقصات. تحرير القضاء من تبعية تشكيلات السياسة وأهلها وأحكامهم المبرمة بلا تمييز. تحرير الحياة السياسية من قضاء قيود القوانين الانتخابية الطائفية، وهي ليست قدرا.
هكذا يكون التحرير تحريرا كاملا، لا يشوبه خسوف ولا تحجب نوره غيوم ملبدة. عندها فقط نستحق. عندها فقط يستجيب القدر.